كشف الشيخ موفق أبو شاش، أحد وجهاء طائفة الموحدين الدروز في سوريا، عن مبادرة قادها شيوخ ووجهاء من مدينة جرمانا بريف دمشق، تمثلت في تقديم عرض لوزارة الدفاع السورية يقضي بانضمام نحو 200 إلى 300 شاب من أبناء المدينة إلى الوزارة، في محاولة لضبط الأمن وتعزيز الاستقرار، وذلك بعد أيام من أعمال عنف طائفي شهدتها المدينة.
وفي تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط»، أوضح أبو شاش أنه جرى اتفاق مع إدارة الأمن العام حول تنظيم وجود العناصر المسلحة في المدينة، مشيرًا إلى أن جميع الحواجز الأمنية داخل جرمانا ومداخلها باتت الآن تحت إشراف الأمن العام وتضم عناصر من أبناء المدينة، ما ساعد في إعادة الأمن وفرض سلطة الدولة، وأضاف: “افتُتح أيضاً مركز للانتساب إلى الأمن العام، وتم تسليم الأسلحة المتوفرة لدى أبناء المدينة للدولة، ما يُعد إنهاءً عملياً لهذا الملف”.
وأكد أبو شاش أن الحياة عادت إلى طبيعتها في جرمانا، حيث عاودت المدارس والمؤسسات الحكومية والأسواق نشاطها، وعادت حركة النقل إلى سابق عهدها، واصفاً الوضع بأنه “مريح حتى الآن”.
وأشار إلى مبادرة ثانية يجري العمل عليها، تقضي بإلحاق الشبان المسلحين في المدينة بهيكلية تابعة لوزارة الدفاع، بحيث يصبحون تحت إمرة الدولة بشكل رسمي، على أن تتولى الوزارة تحديد مهامهم الأمنية، والتي قد تشمل الانتشار في محيط المدينة. وأوضح أن هذه المبادرة مطروحة الآن أمام وزارة الدفاع، معربًا عن أمله في اتخاذ قرار سريع بشأنها.
وعن واقع المدينة الاجتماعي، قال أبو شاش إن جرمانا تحتضن عائلات من مختلف المحافظات والطوائف السورية، وتعيش فيها حالة تعايش سلمي منذ أكثر من 15 عامًا، واصفاً إياها بـ”سوريا الصغرى”. وأضاف: “نحن نؤمن بتطبيق القانون على الجميع، وجرمانا كانت وستبقى حاضنة لكل السوريين”.
في سياق متصل، دعت مجموعات من المجتمع المدني والأهلي في جرمانا إلى تنظيم احتفالية بعنوان: “جرمانا… مدينة السلم الأهلي”، تتضمن رفع العلم السوري في ساحة السيوف مساء الجمعة، ومسيرًا فنيًا وموسيقيًا ينطلق من ساحة كمال جنبلاط وصولًا إلى حي الروضة، حيث يُعاد افتتاح ملتقى دولة فارماكون الثقافي.
وتُعد جرمانا، التي تتبع إداريًا لمحافظة ريف دمشق، من المدن السورية المكتظة سكانيًا، إذ ارتفع عدد سكانها من نحو 600 ألف قبل عام 2011 إلى قرابة مليوني نسمة حاليًا، نتيجة موجات النزوح الكبيرة من مناطق الصراع.
وكانت المدينة قد شهدت اشتباكات عنيفة في أواخر أبريل الماضي، بين مسلحين من أبناء الطائفتين السنية والدرزية، على خلفية تسجيل صوتي يتضمن إساءة دينية، وامتدت التوترات لاحقاً إلى مناطق مجاورة مثل أشرفية صحنايا وريف محافظة السويداء.
ومع سقوط نظام الأسد أواخر عام 2024 وتشكيل الإدارة الجديدة، تمكنت السلطات من استعادة السيطرة على المدينة وإعادة الاستقرار، بفضل اتفاقات محلية مع وجهاء المناطق ودعم المجتمع المدني.