يحذر أطباء من أن بلوغ الرجال سن الأربعين يمثل نقطة تحول صحية تتطلب اهتمامًا أكبر بالفحوص الطبية الدورية، في وقت تُظهر فيه الدراسات أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة والأورام مقارنة بالنساء، بينما يعترف نحو ثلثيهم بتأجيل زيارة الطبيب لأطول فترة ممكنة، وفق استطلاع أجرته “كليفلاند كلينك” ونقلته شبكة Fox News.
ويشير المختصون إلى أن هذا التردد في المتابعة الطبية قد يحرم العديد من الرجال من فرص الاكتشاف المبكر لأمراض يمكن السيطرة عليها أو الوقاية من مضاعفاتها إذا تم تشخيصها في الوقت المناسب.
الوقاية تبدأ بالفحص
يقول طبيب القلب الأميركي جاك وولفسون: “الفحوص الدورية بعد الأربعين لم تعد رفاهية، بل ضرورة للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية واضطرابات الأيض، إضافة إلى الإرهاق المزمن والتراجع الهرموني والتقدم المبكر في العمر. الرسالة لكل رجل بعد الأربعين: اختبر ولا تخمّن. الاكتشاف المبكر يغيّر المسار الصحي بالكامل”.
ويؤكد أطباء آخرون على أهمية التمييز بين الفحوص الروتينية الموصى بها لكل الرجال، وتلك التي تُجرى وفق عوامل الخطر الفردية، بما يتوافق مع توصيات جهات مثل فريق الخدمات الوقائية الأميركي (USPSTF) وجمعيات القلب والغدد الصماء.
فحوص أساسية
من بين أهم الفحوص بعد الأربعين:
ضغط الدم: أساسي لمراقبة صحة القلب والكلى والدماغ.
تحليل الدم الشامل (CBC): لرصد فقر الدم، الالتهابات، واضطرابات التخثر.
تحليل وظائف الأعضاء والتمثيل الغذائي (CMP): يوفّر مؤشرات مبكرة على مشاكل الكبد والكلى واضطرابات السكر والأملاح.
صحة القلب
تولي التوصيات الطبية أهمية خاصة لصحة القلب:
فحص تكلس الشرايين التاجية (CAC): لمن هم في فئة الخطر المتوسط، للكشف عن الترسبات قبل ظهور الأعراض.
تحليل الدهون المتقدم: يوفر صورة أدق عن أنواع الكوليسترول الضار مقارنة بالتحاليل التقليدية.
فحص hs-CRP: مؤشر حساس للالتهاب قد يساعد في تقييم مخاطر القلب لدى بعض الفئات، رغم أنه ليس روتينيًا للجميع.
السكر والغدة الدرقية والهرمونات
متابعة سكر الدم ومؤشرات مقاومة الإنسولين تصبح أكثر أهمية بعد الأربعين، خصوصًا لمن لديهم تاريخ عائلي أو نمط حياة خامل.
فحص الغدة الدرقية يُنصح به عند ظهور أعراض مثل الإرهاق غير المبرر أو تغير الوزن أو اضطرابات المزاج.
الفحوص الهرمونية مثل التستوستيرون تُجرى عادة عند وجود أعراض واضحة (انخفاض الرغبة الجنسية أو الإرهاق الشديد) ولا يُنصح بها بشكل روتيني بدون داعٍ طبي.
الكشف المبكر عن السرطان
سرطان القولون: يُنصح بالبدء بالفحص من سن 45 للرجال ذوي الخطر المتوسط، مع تقديمه في حال وجود تاريخ عائلي.
فحص PSA للبروستاتا: يُناقش ضمن “القرار المشترك” بين الطبيب والمريض بسبب مزاياه ومخاطره المحتملة.
فحوص اختيارية
قد تكون بعض الفحوص الأخرى مفيدة وفق نمط الحياة والحالة الصحية، مثل:
فيتامين D
مؤشر أوميغا-3
تصوير الشريان السباتي بالموجات فوق الصوتية لدى من لديهم عوامل خطر عالية للإصابة بالسكتة الدماغية
ويختتم الأطباء بتأكيد أن الهدف ليس إجراء أكبر عدد ممكن من التحاليل، بل بناء خطة فحوص شخصية تراعي العمر، التاريخ الصحي، ونمط الحياة. ويجمع الخبراء على أن تجاهل المتابعة الطبية بعد الأربعين قد يكون مكلفًا، في حين يظل الاكتشاف المبكر أحد أقوى أدوات الوقاية وحماية الصحة على المدى الطويل.