جيش نابليون

في دراسة علمية حديثة قد تُغيّر فهمنا التاريخي لحملة نابليون الكارثية على روسيا عام 1812، كشف علماء عن نوعين من البكتيريا يُعتقد أنهما لعبا دوراً مركزياً في انهيار الجيش الفرنسي، إلى جانب البرد القارس والمجاعات والاشتباكات العسكرية.

تفاصيل الاكتشاف:

الدراسة اعتمدت على تحليل رفات جنود عُثر عليهم عام 2001 في مقبرة جماعية بمدينة فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا.

تم فحص 13 جثة من رفات الجنود.

البكتيريا المكتشفة:

بكتيريا البوريلا (Borrelia recurrentis):

مسبب رئيسي لـ الحمى الراجعة.

تنتقل عن طريق القمل.

بكتيريا السالمونيلا من نوع Paratyphi C:

مسبب لمرض نظيرة التيفوئيد.

ينتقل أيضاً عبر الطفيليات الماصة للدم.

الخلفية التاريخية:

حتى الآن، كان يُعتقد أن التيفوس وحمى الخنادق هما السبب الرئيس لتفشي الأمراض في صفوف الجيش الفرنسي المنسحب من روسيا.

لكن غياب الأدلة الملموسة جعل هذه الفرضيات محل تشكيك.

الدراسة الحديثة قدّمت أول إثبات جيني مباشر على وجود هذه الأمراض في رفات الجنود.

أعراض مرض نظيرة التيفوئيد:

صداع

طفح جلدي

ضعف عام

فقدان شهية

إسهال أو إمساك

مغص وآلام في البطن

قيء

لماذا لم تُذكر هذه الأمراض في الوثائق التاريخية؟

يُرجّح أن طبيعة الأعراض وتداخلها مع أمراض أخرى، إلى جانب الظروف الفوضوية للانسحاب العسكري، جعلت من الصعب تمييزها أو توثيقها بشكل دقيق.

كما أن بعض الأعراض قد مرّت دون ملاحظة في خضم المجاعة والبرد والأمراض الأخرى.
ما أهمية هذا الاكتشاف؟

يُسلّط الضوء على التأثير الحاسم للأمراض المعدية في نتائج الحروب.

يعيد فتح النقاش التاريخي حول أسباب فشل حملة نابليون على روسيا.

يُظهر كيف يمكن للعلم الحديث أن يُعيد كتابة التاريخ بناءً على أدلة جديدة.

باختصار، البكتيريا، وليس فقط الجنرالات الروس أو الشتاء القاسي، قد كانت سلاحاً قاتلاً ضد نابليون في واحدة من أكثر الحملات العسكرية شهرة في التاريخ.

البحث