أعلن ستيف شوارزمان، الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون، أن شركته تستهدف استثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار في أوروبا خلال السنوات العشر القادمة. يعكس هذا الإعلان ثقة السوق الكبيرة في الآفاق الاقتصادية للمنطقة.
في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” يوم الثلاثاء، أشار شوارزمان إلى أن أوروبا تمثل “فرصة استثمارية ضخمة” لأكبر شركة لإدارة الأصول البديلة في العالم، والتي تدير أصولًا تتجاوز قيمتها تريليون دولار، وفقًا لـ”رويترز”.
شهدت المنطقة مؤخرًا تفاؤلًا متزايدًا من جانب المستثمرين، مدفوعًا بجهود الحكومات الأوروبية لتعزيز الإنفاق العسكري وتنشيط سوق الأسهم الخاصة التي شهدت ركودًا لفترة. في ظل إعادة تشكيل التحالفات العالمية والسياسات التجارية على يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تسعى أوروبا بنشاط إلى فتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي، ما يخلق فرصًا استثمارية واعدة لشركات مثل بلاكستون.
على سبيل المثال، يركز الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد على تعزيز الإنفاق الدفاعي لإنعاش قطاع لطالما تم تجاهله من قبل مستثمري القطاع الخاص. ومنذ عام 2020، استحوذت الولايات المتحدة وكندا على 83% من إجمالي استثمارات شركات الأسهم الخاصة ورأس المال المخاطر في قطاعي الطيران والدفاع، وفقًا لتقرير صادر عن شركة “ستاندرد آند بورز”.
في تصريحات لوكالة “بلومبرغ”، قال شوارزمان: “بدأت أوروبا بتغيير استراتيجيتها، ونحن نؤمن بأن هذا التوجه سيُسفر عن معدلات نمو مرتفعة. لقد حقق هذا النهج نجاحًا مذهلًا بالنسبة لنا”.
يُذكر أن شوارزمان كان من الداعمين للرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية، ويُعتبر حليفًا مقربًا له. ومع ذلك، أدت الرسوم الجمركية المفاجئة التي فرضها ترامب إلى دفع العديد من الشركات لإعادة هيكلة سلاسل التوريد الخاصة بها لتقليل اعتمادها على السوق الأمريكية.
من جانبها، أشارت بلرينا أوروتشي، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين في شركة “تي رو برايس”، إلى أن “الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية، إلى جانب الإجراءات الانتقامية المحتملة من شركائها التجاريين، ستؤدي إلى صدمة في العرض داخل الولايات المتحدة، وفي المقابل ستُحدث صدمة في الطلب لدى بقية العالم، بما في ذلك الصين وأوروبا”.