بلينكن

قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق أنتوني بلينكن إن قرار كل من فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا الاعتراف بدولة فلسطين بحلول سبتمبر المقبل هو “خطوة أخلاقية صحيحة” تعكس إجماعًا دوليًا متزايدًا، إذ إن أكثر من 140 دولة تعترف بالفعل بحق الفلسطينيين في تقرير المصير جنبًا إلى جنب مع “إسرائيل آمنة”.

وفي مقال رأي نُشر في صحيفة وول ستريت جورنال، اعتبر بلينكن أن هذا الاعتراف، رغم رمزيته، يأتي في ظل استمرار الحرب في غزة، ومعاناة المدنيين، وأسر الإسرائيليين، وخطط إسرائيلية لاحتلال أجزاء من القطاع، ما يجعل الوضع معقدًا على الأرض.

اعتراف مشروط بزمن وشروط واقعية
بلينكن دعا إلى اعتراف دولي مشروط ومحدد بجدول زمني، مقترحًا منح الفلسطينيين مهلة ثلاث سنوات لاستيفاء شروط تتعلق بضمان أمن إسرائيل، من بينها:

عدم سيطرة حماس أو أي جماعة مسلحة على الدولة الفلسطينية.

إلغاء الميليشيات المستقلة.

عدم التحالف مع جهات معادية لإسرائيل.

إصلاح الخطاب العام والمناهج التعليمية للتخلص من التحريض.

بناء مؤسسات دولة قابلة للاستمرار.

وأكد أن مجلس الأمن الدولي هو الجهة المناسبة لمتابعة التقدم في هذه الشروط، مضيفًا أن الفيتو الأميركي يمكن أن يوفر الطمأنينة لإسرائيل خلال العملية.

الأهداف الإسرائيلية والتحديات على الأرض
أوضح بلينكن أن إسرائيل حققت هدفين من أهدافها الثلاثة في حرب غزة: تدمير القدرات العسكرية لحماس وقتل المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر. لكن تحرير الأسرى لا يبدو ممكناً من خلال احتلال كامل للقطاع، خاصة في غياب خطة انسحاب واضحة، مما يهدد باستنزاف إسرائيل وتعميق معاناة الفلسطينيين.

ضرورة المسار السياسي والربط بالتطبيع
رأى بلينكن أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في التوقيت الصحيح قد يساعد إسرائيل على الخروج من غزة، ويسرّع تطبيع العلاقات مع السعودية، الذي ترغب به تل أبيب، لافتًا إلى أن الدول العربية الكبرى مستعدة للمساعدة في إعادة إعمار غزة بشرط وجود أفق سياسي حقيقي للفلسطينيين.

خطوات مطلوبة من إسرائيل
بموازاة المسار الفلسطيني، دعا بلينكن إسرائيل إلى:

إعداد خطة انسحاب واضحة من غزة.

وقف توسيع المستوطنات ومنع شرعنة البؤر العشوائية.

وقف هدم المنازل في القدس والضفة.

محاسبة المستوطنين المتطرفين.

احترام الوضع في الأماكن المقدسة.

دعم إصلاح السلطة الفلسطينية بدلًا من تقويضها.

مواجهة استراتيجية حماس
أنهى بلينكن مقاله بالتأكيد على أن الرد المناسب على هجوم حماس في أكتوبر 2023 هو المضي قدمًا نحو حل الدولتين، لأن هذا المسار هو ما تسعى حماس إلى إفشاله تاريخيًا، سواء عبر تفجيرات التسعينيات أو هجمات 2002 أو التصعيد الأخير.

وقال:

“الاعتراف المشروط بالدولة الفلسطينية لن ينهي معاناة غزة وحده، لكنه الرد الأمثل على أجندة حماس، وفرصة واقعية لوضع الإسرائيليين والفلسطينيين على طريق سلام دائم وتعايش حقيقي”.

البحث