أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستسمح للمواطنين الصينيين بالدخول إلى أراضيها من دون تأشيرة، في خطوة اعتبرها “رداً متبادلاً” على قرار بكين الأخير بتسهيل دخول الروس.
وقال بوتين خلال الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك: “روسيا سترد على هذه اللفتة الودية من الصين، وسنقوم بالإجراء نفسه”، في إشارة إلى إعفاء الصينيين من متطلبات التأشيرة.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن البلدين يعملان على تطوير أنظمة الدفع والتعاملات المالية، بما يخفف من الصعوبات التي يواجهها السياح جراء القيود المفروضة على استخدام البطاقات المصرفية الدولية بسبب العقوبات. وأضاف أن هناك إمكانية لاستخدام بطاقات الدفع الروسية “مير”، إلى جانب الأنظمة الصينية، بل وحتى دمجها، بما يسهل عمليات الشراء والمعاملات السياحية.
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت مطلع سبتمبر أن مواطني روسيا الذين يحملون جوازات سفر عادية سيتمكنون اعتباراً من 15 سبتمبر من دخول الصين بلا تأشيرة لمدة تصل إلى 30 يوماً.
الشركات الأوروبية “تنتظر العودة”
وفي سياق آخر، أكد بوتين أن العديد من الشركات الأوروبية التي غادرت السوق الروسية لأسباب سياسية تكبدت خسائر كبيرة، وأن قسماً منها يسعى اليوم للعودة بمجرد رفع القيود. وقال: “لم نغلق الباب أمام أحد، ومن يرغب يمكنه دائماً العودة، لكن وفقاً للظروف الراهنة”، موضحاً أن بعض الشركات لا تزال موجودة في السوق وتواصل التعاون رغم الضغوط السياسية.
تعاون متزايد بين موسكو وبكين
تأتي هذه التطورات في ظل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين، والتي شملت مؤخراً توقيع اتفاقيات اقتصادية واسعة في مجالات الطاقة، الطيران، والزراعة، فضلاً عن خطط لزيادة صادرات الغاز الروسي إلى الصين.
بهذه الإجراءات، يبدو أن موسكو وبكين تتجهان إلى فتح آفاق جديدة في السياحة والاقتصاد، بما يعزز موقعهما في مواجهة القيود الغربية، ويوفر بديلاً عملياً للمواطنين والشركات في كلا البلدين.