جانب من لقاء بوتين وأوربان – 28 نوفمبر 2025 – ٠

أبدى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، استعداد بلاده لتوفير منصة لبدء مفاوضات سلام بشأن الحرب في أوكرانيا. وأكد أن «المجر مستعدة للمساعدة في إنجاح أي مسار تفاوضي»، في خطوة تُعد نادرة من زعيم أوروبي منذ اندلاع الحرب قبل نحو أربع سنوات.

بوتين من جهته وصف موقف أوربان من الحرب بـ«المتوازن»، لافتاً إلى أن العلاقات بين موسكو وبودابست قائمة على «البراغماتية». ولم يستبعد إمكانية أن تفضي المحادثات الجارية بين موسكو وواشنطن إلى عقد قمة في العاصمة المجرية، وسط تحركات دبلوماسية متسارعة لإحياء مسار التسوية.

زيارة أوربان الثانية إلى موسكو خلال عام تأتي في ظل سعيه لضمان إمدادات الطاقة لبلاده لفصل الشتاء المقبل، إذ لا تزال المجر تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز الروسيين رغم محاولات الاتحاد الأوروبي تقليص هذا الاعتماد. وقال أوربان لوسائل إعلام محلية قبل الزيارة إنه سيتباحث مع بوتين في «الوضع الأوكراني وإمدادات الطاقة الآمنة وبأسعار مناسبة».

في المقابل، أعاد بوتين التأكيد على موقفه بأن موسكو ستوقف عملياتها العسكرية إذا انسحبت القوات الأوكرانية من الأراضي التي تطالب بها روسيا، دون تحديد ما إذا كان يشير إلى دونيتسك ولوغانسك فقط أو أيضاً إلى خيرسون وزابوريجيا. وتأتي تصريحاته بعد طرح الولايات المتحدة مقترحاً لتسوية سياسية، اعتُبر في نسخته الأولى أقرب إلى تلبية شروط الكرملين، قبل أن تُعدَّل لاحقاً بعد مشاورات مع كييف.

كييف، عبر مدير مكتب الرئاسة أندري يرماك، جدّدت رفضها أي تنازل عن الأراضي، مؤكدة أن «لا أحد ينبغي أن يتوقع من أوكرانيا التخلي عن أرضها». ومن المنتظر أن يصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو الأسبوع المقبل لاستكمال بحث المقترح.

التحركات الحالية تكشف خريطة دبلوماسية معقدة، تحاول فيها العواصم الغربية إيجاد مخرج للنزاع المستمر، بينما تحاول موسكو تثبيت مكاسبها الميدانية. وفي الخلفية تتحرك بودابست لتقديم نفسها وسيطاً محتملاً، رغم الهوة الكبيرة بين شروط الأطراف.

البحث