بيار بو عاصي

أكد النائب بيار بو عاصي، عضو تكتل “الجمهورية القوية”، أن “حزب الله يكشف يومًا بعد يوم عن وجهه الحقيقي، فهو حزب اللا: لا للدولة، لا للاستقرار، لا للازدهار، لا للمؤسسات، لا لأحادية السلاح، والأخطر لا للشراكة الوطنية، لأن قرار الحرب بيده”، معتبرًا أن “هذه اللاءات لا تبني دولة ولا تطمئن اللبنانيين ولا تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان”.

وفي حديث عبر قناة “الجديد”، قال بو عاصي إن “المجتمع الدولي يحذّر من ضربة مقبلة لن تكون على الحزب فقط، بل على لبنان كله، ما يستدعي تفاديها بالمساعي السياسية والديبلوماسية”، مضيفًا أن “سلطة الدولة وحدها قادرة على منع الانزلاق إلى الفوضى أو الحرب الأهلية”.

ورأى أن “منطق القوة في مواجهة إسرائيل قد يبدو مشروعًا، لكنه يجب أن يُقاس بموازين القوى”، مشيرًا إلى أن “عملية طوفان الأقصى التي بدأت كاختراق كبير انتهت بكارثة إنسانية في غزة وسقوط آلاف الضحايا، ما جعل التفاوض الخيار الوحيد أمام حماس والدول المعنية”. واعتبر أن “ما جرى في شرم الشيخ يشير إلى انتصار منطق الديبلوماسية على المواجهات غير المتكافئة”.

وأضاف: “نحن أمام لبنانين: لبنان الدولة ومؤسساتها، ولبنان الحزب ومشروعه القائم على الحرب الدائمة. الحزب اليوم عاجز عن تنفيذ أي ضربة، ليس لغياب الرغبة الإيرانية بل لعجزه الميداني، فيما يستمر بانقلابه على الدولة ويمنع الجيش من الانتشار جنوب الليطاني وتطبيق القرار 1701”.

وشدد على أن “ما تقوم به إسرائيل في لبنان مدان تمامًا”، متسائلًا: “هل سلاح الحزب كان قادرًا على الردع؟ طبعًا لا. القتال دمّر الجنوب والضاحية ولم يحقق ردعًا”.

وفي تعليقه على غياب لبنان عن قمة شرم الشيخ، أعرب بو عاصي عن أسفه لـ”تراجع موقع لبنان الدولي”، محمّلًا السبب لغياب الدولة كمحاور جديّ بفعل أداء الحزب، لا إلى رئيس الجمهورية أو الحكومة، مشيرًا إلى أن “الحزب يلتفّ على الدولة ويفرض عليها الانطباع بأنه صاحب القرار”.

أما عن موقف الرئيس جوزاف عون من التفاوض مع إسرائيل، فقال: “هذا الموقف تاريخي وجريء، والرئيس يدرك التحولات الإقليمية ويسعى لحماية مصالح لبنان”، مضيفًا: “أنا شخصيًا لا أتحفظ على مبدأ التفاوض المباشر إذا كان في مصلحة لبنان، فالحل في السياسة لا في السلاح”.

وتطرق إلى الهجوم على النائبة غادة أيوب بعد زيارتها للمصيلح، معتبرًا أن “الفكر الأحادي للحزب لا يقبل بانفتاح المكونات اللبنانية على بعضها، لأنه يريد احتكار بيئته وتخويف الآخرين”.

وختم بو عاصي بالتأكيد أن “القوات اللبنانية ستواصل انتقاد ومحاسبة أي مسؤول من منطلق المصلحة الوطنية العليا، بعيدًا عن الاصطفافات والمزايدات”.

البحث