متسوقون خارج أحد المتاجر بالعاصمة الصينية بكين

شهدت الصين تراجعًا في انكماش أسعار المنتجين خلال شهر أغسطس، في إشارة إلى أن الجهود الحكومية للحد من المنافسة المفرطة وخفض الأسعار في القطاعات الصناعية بدأت تُؤتي ثمارها، رغم أن الخبراء يرون أن انتعاش القطاع الصناعي لا يزال بعيدًا. وبحسب بيانات المكتب الوطني للإحصاء، انخفض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 2.9% على أساس سنوي، مقارنة بانخفاض نسبته 3.6% في يوليو، وهو ما جاء مطابقًا لتوقعات الاقتصاديين.

في المقابل، أظهرت بيانات أسعار المستهلك انخفاضًا بنسبة 0.4% على أساس سنوي، وهو التراجع الأسرع خلال ستة أشهر، مدفوعًا بتقلبات أسعار المواد الغذائية التي انخفضت بنسبة 4.3%. واعتبر خبراء اقتصاديون أن هذا التراجع يعكس ضعف الطلب المحلي وتباطؤ سوق العقارات، إلى جانب استمرار الضغوط الناتجة عن السياسات التجارية الأميركية.

ورغم ذلك، سجّل التضخم الأساسي – الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة – ارتفاعًا بنسبة 0.9%، وهو أعلى معدل له منذ فبراير 2023، في إشارة إلى تحسن طفيف مدفوع بسياسات التحفيز. وقد كثّفت السلطات دعمها للطلب المحلي عبر برامج قروض ميسرة للمستهلكين والشركات في قطاعات خدمية كالمطاعم والسياحة.

وعلى وقع البيانات المشجعة، ارتفعت مؤشرات الأسهم الصينية، حيث صعد مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 1.19%، بينما ارتفع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية الصينية بنسبة 0.22%، ومؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.17%. كما تألقت أسهم شركات التكنولوجيا بقيادة «جيه دي كوم» و«بايدو» و«علي بابا»، مستفيدة من التفاؤل بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي.

في المقابل، تعرضت سوق السندات الصينية لضغوط بيعية حادة، مع تراجع العقود الآجلة لسندات الخزانة طويلة الأجل بنسبة 0.9%، وهو أدنى مستوى لها في أربعة أشهر. ويُعزى هذا التراجع إلى تقلص الانكماش في الأسعار وارتفاع شهية المستثمرين تجاه الأسهم، إلى جانب قواعد تنظيمية جديدة تدفع باتجاه صناديق الأسهم. ويرى محللون أن هذه التحركات تعكس بداية تحول في المزاج الاقتصادي العام، مع مؤشرات حذرة على خروج الصين من حالة التباطؤ، وإن بقيت بعيدة عن دورة انتعاش كاملة.

البحث