جود بيلينغهام

عاد النجم الإنجليزي جود بيلينغهام ليقدّم أفضل نسخة من نفسه بقميص ريال مدريد، مؤكداً أن صفحة الإصابات التي عانى منها الموسم الماضي قد طُويت تماماً. ففي غضون أسبوع واحد، أحرز هدفين وصنع تمريرة حاسمة أمام يوفنتوس وبرشلونة، معلناً رسمياً عودته إلى قمة مستواه، بحسب صحيفة «آس» الإسبانية.

وكما لو أنه بطلٌ سينمائي يعود إلى المسرح بعد غياب، خطف بيلينغهام الأضواء في كلاسيكو الأحد، حيث قدّم أداءً مثالياً جمع بين القوة والذكاء الفني، ليؤكد استعادته الكاملة لجاهزيته البدنية والفنية. فقد افتتح اللقاء بصناعة هدف رائع لـ كيليان مبابي بعد تمريرة اخترقت دفاع برشلونة، ثم أضاف بنفسه الهدف الثاني بطريقة تعكس نضجه وثقته بنفسه.

وقال مدربه تشابي ألونسو بعد المباراة: «كنا نعلم أنه يحتاج بعض الوقت بعد التوقف الدولي ليستعيد إيقاعه، لكنه عاد أفضل مما توقعنا. جود لاعب يعتمد على الإحساس والمشاركة والحماس، وقد قدّم أداءً مدهشاً».

وخلال فترة التوقف الأخيرة، التي لم يُستدعَ خلالها إلى منتخب إنجلترا، استغل بيلينغهام الوقت للتركيز على استعادة لياقته الكاملة. وقال في مقابلة مع موقع النادي: «أشعر بأنني في أفضل حالاتي البدنية منذ فترة طويلة، وأنا متفائل وجاهز لما هو قادم».

أرقامه في الكلاسيكو أكدت عودته القوية: الأكثر مشاركة في الكرات (53 مرة)، والأكثر تسديداً إلى جانب مبابي (5 تسديدات)، كما جاء رابعاً في استعادة الكرات (5 مرات)، ما يعكس شخصيته القتالية المستمدة من مدينته برمنغهام.

ويستعيد عشّاق ريال مدريد بذاكرتهم موسمه الأول الخيالي عندما أحرز 23 هدفاً و13 تمريرة حاسمة، إلا أن النسخة الحالية من بيلينغهام تبدو أكثر اكتمالاً، إذ يجمع بين صناعة اللعب وإنهائه في آن واحد.

وفي خطة تشابي «الهجومية الهجينة»، بدأ بيلينغهام الكلاسيكو مائلاً إلى الجهة اليمنى، قبل أن يتحرك إلى قلب الوسط، حيث ازدادت فاعلية الفريق الهجومية بشكل واضح. وفي هذا المركز تحديداً، أعاد النجم الإنجليزي اكتشاف نفسه كصانع ألعاب حر قادر على إدارة الإيقاع وخلق الفارق.

وبعد اللقاء، قال بيلينغهام بثقة: «أشعر بأنني في حالة ممتازة ومستعد تماماً لما ينتظرنا». وما ينتظره قريباً هو مواجهة ثقيلة أمام ليفربول في أنفيلد ضمن دوري أبطال أوروبا، حيث يسعى ريال مدريد لتأكيد عودته التنافسية أوروبياً، معتمداً على الثلاثي الهجومي الناري: فينيسيوس جونيور، مبابي، وبيلينغهام.

ويبدو أن هذا الثلاثي سيكون ركيزة المشروع الجديد للفريق الملكي، إذ استعاد فينيسيوس بريقه، وواصل مبابي أداءه الاستثنائي، فيما يضيف بيلينغهام لمسة الإبداع والاتزان لوسط الميدان. وبعد تألقه أمام برشلونة، لم يعد هناك شك في أن النجم الإنجليزي عاد أقوى مما كان، ليؤكد أن ما مرّ به في الموسم الماضي لم يكن سوى استراحة محارب في مسيرة نجم يُكتب له المجد من جديد.

البحث