كتبت نوال برو في الـ Entrevue:
فيما تستمر الطائرات الإسرائيلية بتعكير صفو سماء لبنان, وفيما تواصل الخروقات المعادية حصد مزيدٍ من الأرواح وتدمير مبانٍ, يدور الحديث عن قطبةٍ مخفيةٍ في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وفي التفاصيل, تزعم إسرائيل أن “حزب الله” هو الذي ينتهك اتفاق وقف إطلاق النّار مئات المرّات، عبر استمراره في نقل الذخيرة والأسلحة، ومحافظته على البنى التحتية التابعة له.
ووسط العتمة التي سبّبتها الخروقات الإسرائيلية, يسطع ضوء يوحي بالإيجابية, حيث بدأ حزب الله يلمّح إلى أنّه تحت سقف الدولة.
فوفقاً للنائب السابق فارس سعيد, “إنّ اللبنانيين ليسوا مدركين أنه وفي العهود والحكومات السابقة كان يقال أن الجيش اللبناني ضعيف ولبنان بحاجة للمقاومة أما اليوم ولأول مرة يقال أن الجيش قوي وأن الدولة ستتولى تنفيذ القرار 1701”.
وذكّر أنه “كان يتم ترجي حزب الله للكلام باستراتيجية دفاعية, أما اليوم فأصبح حزب الله يقول إنّ مسؤولية تحرير الجنوب وعودة الأسرى هي مسؤولية اللبنانيين”.
أيضاً أشار سعيّد إلى أنه, “في السّابق كان يُقال أن البندقية بمواجهة البندقية لخلق توازنن رعب, أمّا اليوم فالرؤساء الثلاث يجتمعون ليقولوا أن تحرير الجنوب مسؤولية وطنية وتحصل بالوسائل الدبلوماسية”, بعدما كانت تلك المهمة حكراً على حزب الله.
وفي ظل غموض بنود إتفاق وقف إطلاق النار, وجدلية وجوب تسليم حزب الله لسلاحه في شمال الليطاني فقط أو في جنوبه أيضاً, يسلّط سعيّد الضوء على أبرز نقاط الضعف في جلسة مناقشة البيان الوزاري, وهي عدم مطالبة أي نائب بالاطّلاع على بنود نص وقف إطلاق النار.
في السياق, يتساءل البعض عن مصير تهديد حزب الله الذي نفّذه في أوائل شهر كانون الثاني الماضي حيت أعلن أنّ “اليوم الـ61 ليس كما قبله” لافتاً إلى أن “الصّبر قد ينفذ قبل انقضاء هذه المدّة, والتي انتهت في 26 كانون الثاني.
ومع تمديد مهلة انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان إلى 18 شباط, مُددت مهلة الصّبر لدى حزب الله, إلا أن هذه المدّة أيضاً انقضت من دون أن يرّد على أيّ خرق, تاركاً مسؤولية إيقاف التعدّيات المعادية على الدولة اللبنانية.
وعن سبب سكوت حزب الله وعدم ردع إسرائيل, اكتفى سعيّد بالقول أن “حزب الله بات عاجزاً”, معتبراً أن “المجتمع الدولي والدولة اللبنانية تقوم بما بوسعها لإعادة الأسرى وتحرير الأرض”.
الأمر لا يتوقف عند الخروقات المتكرّرة لأمننا, إذ أبقت إسرائيل على وجود عسكري لها في خمس نقاط استراتيجية على الأقل بعد الانسحاب من جنوب لبنان في 18 شباط 2025 وهي “تلة اللبونة, جبل بلاط, تلة جلّ الدير, تلة الدواوير, وتلة الحمامص” , وعن أهمية هذه النقاط العسكرية, تدّعي إسرائيل أنها ستتمكّن، من خلالها من حماية المستوطنات القريبة والإشراف على نقاط أساسية، بالإضافة إلى قيام جدار عازل.
في هذا الإطار, بات سعيّد متأكداً أن إسرائيل ستبقى في النقاط الخمس إلى حين تطبيق ال 1701 في كل الأراضي اللبنانية وليس فقط في جنوب الليطاني, حيث رأى أنّها “ورقة ضغط ليس أكثر”.
فوفقاً له, إنّ “إسرائيل ليست بحاجة لتلال لتراقب ما يحصل في الجنوب, فهي تعرف من خلال تقنياتها المتطورة “بمطبخ بيتي شو في””.
واستبعد سعيّد الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان قبل تطبيق القرار 1701 بكل أركانه”.
ختامًا، وفي ظل التطورات المتسارعة والتوترات المستمرة، يبقى السؤال: متى سينفجر صبر حزب الله؟ وهل ستنجح حقاً الدبلوماسية في إخراج الجيش الإسرائيلي تماماً من لبنان؟