حذر عالم الفلك الروسي فلاديمير سوردين من تزايد خطر الاصطدامات غير المتحكم بها في المدار الأرضي، والتي قد تؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الكارثية تُعرف بـ”تأثير كيسلر” — وهو سيناريو مرعب قد يعرقل مستقبل الأنشطة الفضائية برمّته.
ويُشير سوردين إلى وجود أكثر من 50 ألف قطعة حطام فضائي بحجم هاتف محمول أو أكبر تدور حالياً في المدار القريب من الأرض. وتشمل هذه الأجسام شظايا صواريخ مستهلكة، وأقماراً صناعية مدمرة، وأجساماً أخرى تتحرك بسرعات تصل إلى عدة كيلومترات في الثانية، ما يجعلها تهديداً خطيراً لأي بنية تحتية فضائية.
ويُعد “تأثير كيسلر”، الذي طرحه العالم الأمريكي دونالد كيسلر عام 1978، سيناريو محتملاً إذا بلغت كثافة الحطام مستوى حرجاً، حيث تبدأ الاصطدامات بالتسبب في مزيد من الحطام، مما يؤدي إلى سلسلة تفاعلات ذاتية. وإذا تجاوزنا هذا الحد الحرج، فقد لا يكون إيقاف إطلاق الصواريخ والأقمار كافياً لتجنب الكارثة.
ويُوضح سوردين أن الحطام الفضائي لا يهدد فقط الأقمار الصناعية التجارية والعلمية، بل يشكل خطراً مباشراً على المحطة الفضائية الدولية، التي تضطر أحياناً لتعديل مدارها لتفادي الاصطدام، في عملية مكلفة تتطلب حرق كميات كبيرة من الوقود.
في المقابل، تبذل حالياً جهود لتطوير تقنيات متعددة للتخلص من هذه النفايات الفضائية. من أبرزها استخدام الشباك لالتقاط الحطام، أو سحبه إلى الغلاف الجوي ليتفكك. وهناك أيضاً تقنيات واعدة تعتمد على أشعة ليزر عالية القدرة تقوم بتبخير سطح الحطام لإبطائه، ما يؤدي إلى سقوطه نحو الأرض بفعل الجاذبية.
التحذير واضح: إذا لم يتم التحرك بشكل جاد لاحتواء المشكلة، فإن الفضاء القريب من الأرض قد يتحول إلى منطقة خطرة غير صالحة للاستخدام البشري.