في مواجهة التحديات المناخية والجيوسياسية، تخوض تايوان سباقًا استراتيجيًا لتطوير صناعة طاقة الرياح البحرية بهدف تأمين إمدادات الكهرباء الضرورية لصناعاتها التكنولوجية، وفي مقدمتها مصانع أشباه الموصلات التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي.
قبالة سواحل الجزيرة، يعمل طاقم دولي على متن سفينة “أورينت أدفنتشرر” في ظروف صعبة حيث تحد التيارات العنيفة والرؤية المنعدمة من ساعات العمل اليومية.
وأكد قادة الطاقم أن التوقيت الدقيق والتخطيط المسبق ضروريان لتثبيت الكابلات ونقل الكهرباء إلى البر الرئيسي.
ويكتسب هذا المشروع بعدًا استراتيجيًا، إذ يعبر مضيق تايوان حساسًا سياسيًا ومليئًا بالكابلات الحيوية، سواء لنقل الاتصالات أو الطاقة.
وتشير التقارير إلى تعرض هذه الكابلات لأعمال تخريب، في ظل اتهامات لسفن صينية بقطعها.تستهلك شركة TSMC، عملاق صناعة الرقائق، طاقة تعادل استهلاك دول بأكملها، إذ تجاوزت في عام 2024 وحدها استهلاك آيسلندا.
ومع تزايد الطلب العالمي على الذكاء الاصطناعي، يتوقع أن يتضاعف استهلاك القطاع للطاقة ثماني مرات بحلول 2028.ولتقليل اعتمادها على واردات الطاقة، تسعى تايوان لإنشاء عشرات مزارع الرياح البحرية المزودة بكابلات مدرعة ضخمة لنقل الكهرباء.
هذا التوجه فتح بابًا لصناعة جديدة وفرص عمل مجزية، إذ ارتفعت رواتب العاملين في هذا القطاع إلى ضعف المعدلات التقليدية.
وبدأ المهندسون والكفاءات الفنية التايوانية في التحول إلى هذا المجال، ما أسهم في تحولات كبيرة بسوق العمل.
وأعلنت الحكومة افتتاح أول مصنع محلي للكابلات البحرية هذا العام، بعد أن تخطت صادرات القطاع 5.7 مليار دولار في العام الماضي.
ووفق تقديرات “GWEC Market Intelligence”، ستصبح تايوان ثاني أكبر سوق لطاقة الرياح البحرية في آسيا بحلول 2030، مع خطط لتشييد المزيد من المزارع البحرية والبنية التحتية المرتبطة بها خلال السنوات المقبلة.