في زيارة تحمل طابعاً سياسياً وعسكرياً بالغ الحساسية، يستضيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، لمناقشة تطورات الحرب مع روسيا ومستقبل الدعم العسكري الأميركي لكييف.
ويأتي اللقاء بعد يوم واحد فقط من مكالمة هاتفية مطوّلة أجراها ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تركزت على ملف الحرب الأوكرانية، حيث حذّر بوتين من مغبة تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى، معتبراً أن مثل هذه الخطوة “لن تغيّر المعادلة على الأرض، لكنها قد تلحق ضرراً كبيراً بالعلاقات الأميركية – الروسية”، بحسب ما نقله مستشاره للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف.
وفيما يسعى زيلينسكي للحصول على صواريخ يصل مداها إلى 1600 كيلومتر لتعزيز قدرة بلاده على استهداف العمق الروسي، بدا ترامب متحفظاً، قائلاً:
“نحن بحاجة إلى صواريخ توماهوك في الولايات المتحدة أيضاً… لدينا الكثير، لكن لا يمكننا استنزاف بلادنا”.
ويعد هذا اللقاء الرابع بين ترامب وزيلينسكي منذ عودة الجمهوري إلى منصبه في يناير، والثاني خلال أقل من شهر، في وقت تؤكد فيه كييف أن أي تعزيز في التسليح يمكن أن يغيّر مسار الحرب، أو على الأقل يضغط باتجاه تسوية سياسية.
وفيما أكّد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، عبر منصة “إكس”، أن الحديث عن تزويد بلاده بصواريخ توماهوك “حقق غرضه بدفع بوتين إلى المحادثات”، شدد على أن “القوة تخلق زخماً للسلام”.
لكن محللين يرون أن المخزون الأميركي من هذه الصواريخ محدود نسبياً، إذ قدّر مارك كانسيان، المسؤول السابق في “البنتاغون”، أن لدى الولايات المتحدة نحو 4150 صاروخ توماهوك حتى عام 2023، فيما تشير ميزانية عام 2026 إلى تخصيص 57 صاروخاً فقط للجيش الأميركي، مع تراجع في معدلات الشراء في السنوات الأخيرة.
ويأتي هذا التراجع في سياق استخدامات ميدانية متعددة لصواريخ توماهوك في السنوات الأخيرة، أبرزها في هجمات على مواقع في اليمن وإيران، مما يجعل قرار تصديرها إلى أوكرانيا أكثر تعقيداً من الناحية الاستراتيجية واللوجستية.