فرضت الولايات المتحدة الأميركية رسومًا جمركية على واردات سبائك الذهب بوزن كيلوغرام و100 أونصة، في خطوة من شأنها إرباك سوق السبائك العالمية، وتهديد مكانة سويسرا كأكبر مركز لتكرير الذهب في العالم.
وأوضحت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية في “رسالة تصنيف” مؤرخة في 31 آب أن هذه السبائك ينبغي تصنيفها تحت رمز جمركي يخضع لرسوم بنسبة 39%، خلافًا لتوقعات السوق التي كانت ترجّح إعفاءها وفقًا للسياسات السابقة المعتمدة خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
تشكل سبائك الكيلوغرام الحجم الأكثر تداولًا في بورصة “كومكس” الأميركية، وهي تمثل الجزء الأكبر من صادرات الذهب السويسرية إلى الولايات المتحدة. وتشير بيانات الجمارك إلى أن سويسرا صدّرت ذهبًا بقيمة 61.5 مليار دولار إلى أميركا خلال 12 شهرًا حتى يونيو، ما يعني أن الرسوم الجديدة قد تكلّف السوق 24 مليار دولار إضافي.
ويصف كريستوف فايلد، رئيس رابطة مصنعي وتجار المعادن النفيسة السويسرية، القرار بأنه “ضربة أخرى” للعلاقة التجارية مع واشنطن، لافتًا إلى أن الرسوم ستزيد من صعوبة تلبية الطلب الأميركي على الذهب.
وفي وقت سابق من العام، تسابق التجار لإدخال شحنات الذهب إلى السوق الأميركية قبل دخول رسوم “يوم التحرير” حيّز التنفيذ، ما تسبب بتراكم مخزون قياسي في بورصة كومكس ونقص مؤقت في لندن.
وبحسب الرسالة الجمركية، فإن سبائك الكيلوغرام و100 أونصة تقع تحت الرمز “7108.13.5500” الخاضع للرسوم، ولا تندرج ضمن الرمز “7108.12.10” المعفى، ما أجبر عددًا من المصافي السويسرية على وقف الشحنات مؤقتًا وسط حالة من عدم اليقين القانوني.
يُذكر أن الذهب حقق ارتفاعًا بنسبة 27% منذ نهاية عام 2024، متجاوزًا لفترة وجيزة حاجز 3,500 دولار للأونصة، بفعل مخاوف التضخم وتراجع الدولار الأميركي كعملة احتياطية عالمية.