أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الخميس، أن اتفاقاً قد تم توقيعه مع الصين، دون أن يفصح عن أي تفاصيل إضافية حول طبيعة الاتفاق أو مضمونه، ما أثار تكهنات واسعة في الأوساط الاقتصادية والدبلوماسية.
وقال ترامب خلال مناسبة في البيت الأبيض:
“لقد وقعنا مع الصين أمس”،
مشيراً في الوقت نفسه إلى احتمال وجود اتفاق “كبير جداً” في الأفق مع الهند.
ويأتي هذا التصريح في خضم التوترات التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم، منذ أن أطلق ترامب حرباً تجارية مع بكين في فبراير الماضي، شهدت تبادلاً متصاعداً في فرض الرسوم الجمركية، ما أثار قلق الأسواق العالمية.
في أبريل، قامت الإدارة الأميركية برفع الرسوم على السلع الصينية إلى 145%، مما أدى إلى تفاقم النزاع، رغم ظهور مؤشرات انفراج خلال الأسابيع الأخيرة. وكان ترامب قد أشار في وقت سابق إلى اتفاق مبدئي حول تخفيف القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وكذلك تقدم في ملف الرسوم الجمركية.
تفاهم حول المعادن الأرضية النادرة
في سياق متصل، أكد مسؤول في البيت الأبيض التوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن تسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة، ضمن مساعٍ لإنهاء النزاع التجاري الطويل.
وأوضح المسؤول أن البلدين توصلا إلى “تفاهم إضافي” يتعلق بتطبيق اتفاق جنيف، والذي يتضمن إطار عمل جديداً لتسريع الإمدادات الأميركية من تلك المواد الحيوية.
وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك في تصريحات لـ”بلومبرغ نيوز”:
“سيسلموننا عناصر أرضية نادرة، وبمجرد أن يفعلوا ذلك، سنلغي إجراءاتنا المضادة.”
ورغم هذا التقدم، أقر مسؤولون أميركيون بأن الطريق لا يزال طويلاً أمام اتفاق تجاري شامل، مشيرين إلى استمرار الخلافات بشأن الاستخدامات المزدوجة للمعادن، خصوصاً في التطبيقات العسكرية، ما جعل الصين أكثر تشدداً في منح التراخيص الخاصة بتصدير هذه المواد.
وكانت بكين قد فرضت في وقت سابق قيوداً على تصدير المعادن النادرة، مما دفع إدارة ترامب إلى فرض ضوابط على تصدير تقنيات أميركية مثل برمجيات تصميم الرقائق والطائرات إلى الصين.
وفي محاولة لتخفيف التوتر، منحت الصين في يونيو تراخيص تصدير مؤقتة لموردي المعادن الأرضية النادرة إلى ثلاث من كبريات شركات السيارات الأميركية، بعد بدء اضطرابات في سلاسل التوريد.
وفي خطوة لاحقة، أشار ترامب إلى أن الاتفاق يشمل أيضاً السماح للطلاب الصينيين بالالتحاق بالجامعات الأميركية، مقابل استمرار توريد المغناطيسات والمعادن النادرة إلى السوق الأميركية.
حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الصيني بشأن الاتفاق الذي أعلنه الرئيس ترامب، في ظل ترقب دولي لأي تحرك جديد في مسار العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين.