طالبت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بإظهار التزامها الكامل باتفاق الاندماج مع الدولة السورية، وذلك في إطار التطورات الأخيرة المتعلقة بإعادة هيكلة القوات العسكرية في سوريا.
وأوضح مصدر في الوزارة أن أنقرة تستمر في تقديم الدعم الفني والتدريب والاستشارات للجيش السوري بناءً على طلب رسمي من الحكومة السورية، بهدف تعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم “داعش”.
وأكدت الدفاع التركية أن الحكومة السورية طلبت بشكل رسمي دعم أنقرة لمكافحة كافة التهديدات الإرهابية، في وقت تعتبر فيه تركيا “قسد” امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف تنظيماً إرهابياً من قبل تركيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
“قسد”: تسليم السلاح مستحيل
من جهتها، رفضت “قسد” بشدة تسليم أسلحتها في الوقت الراهن، حيث قال المتحدث الرسمي باسمها، أبجر داود، إن الظروف الحالية في سوريا لا تسمح بذلك.
وأكد في تصريحات لوسائل إعلام كردية أن “قسد” مستعدة للاندماج ضمن الجيش السوري فقط عبر اتفاق دستوري يعترف بخصوصية المكون الكردي، مشدداً على أن القوات “ستدافع عن شعبها في جميع المناطق التي تنتشر فيها”.
واشنطن تتمسك بسوريا موحدة
وفي سياق متصل، أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، أن بلاده ترفض مقترحات “قسد” بشأن إقامة إدارة ذاتية، وتؤكد دعمها لسوريا موحدة ذات جيش واحد وشعب واحد.
وكانت وفود من “قسد” قد عقدت لقاءات خلال الشهر الجاري مع مسؤولين فرنسيين وأميركيين وسوريين، لكنها لم تفضِ إلى أي نتائج ملموسة بشأن مستقبل قوات “قسد” أو ملف دمجها الكامل ضمن الجيش السوري.
اتفاق لم يُنفذ
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع وقّع في 10 مارس/آذار الماضي اتفاقاً مع قائد “قسد” مظلوم عبدي، ينص على دمج المقاتلين الأكراد ضمن القوات المسلحة التابعة للحكومة الانتقالية.
كما ينص الاتفاق على أن جميع المنشآت المدنية والعسكرية، بما فيها حقول النفط والمطارات الواقعة ضمن مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرقي سوريا، ستخضع لسيطرة الإدارة الجديدة في دمشق.
لكن مظلوم عبدي صرّح لاحقاً لوسائل إعلام ألمانية أن قواته لا ترى ضرورة لتسليم سلاحها، مشيراً إلى أن تنفيذ الاتفاق سيجعل “قسد” جزءاً من الجيش السوري الرسمي، وبالتالي لن تكون هناك حاجة لنزع سلاحها مستقبلاً.