earth-j

حذّر علماء الفلك من أن الأرض ستشهد يوم الثلاثاء واحدًا من أقصر أيامها على الإطلاق، بفعل تسارع غير معتاد في دورانها حول محورها، في ظاهرة أثارت اهتمامًا علميًا واسعًا ومخاوف من تداعيات مستقبلية خطيرة.

وبحسب التقديرات، سيُسجل اليوم أقصر بـ1.25 مللي ثانية من الـ24 ساعة المعتادة، نتيجة تسارع دوران الكوكب بفعل قوى الجذب القمرية. ورغم أن هذا التغير لا يمكن الإحساس به بشريًا، إلا أن العلماء ينبهون إلى أن استمرار هذه الظاهرة قد تكون له عواقب مدمرة على المدى البعيد.

🌊 من المدن المغمورة إلى الأيام الأقصر

يشير الخبراء إلى أن تسارع دوران الأرض يعزز قوة الطرد المركزي، ما يدفع كميات هائلة من المياه من القطبين باتجاه خط الاستواء. ويكفي ارتفاع بسيط في سرعة الدوران — بمقدار ميل واحد فقط في الساعة — لرفع منسوب البحار في المناطق الاستوائية بعدة بوصات، وهو ما قد يغرق مدنًا ساحلية تعاني أساسًا من خطر تغيّر المناخ.

أما في سيناريو أكثر تطرفًا، فإن زيادة السرعة بمقدار 100 ميل في الساعة قد تُغرق أجزاءً كاملة من المناطق الاستوائية بفعل اندفاع المياه من القطبين.

⏰ أيام أقصر… وصحة الإنسان في خطر

ومن جهة أخرى، فإن تقليص مدة اليوم إلى 22 ساعة في حال استمرار التسارع، سيخلّ بالإيقاع الحيوي للإنسان، أو ما يُعرف بالساعة البيولوجية. وقد ربطت دراسات سابقة بين تغييرات طفيفة مثل التوقيت الصيفي وارتفاع في معدلات الأزمات القلبية والسكتات الدماغية وحوادث السير، مما يثير القلق من الآثار الصحية الطويلة الأمد لتسارع الأرض.

🌀 أعاصير أكثر عنفًا؟

كما أشار الدكتور ستين أودينوالد، عالم الفلك في وكالة “ناسا”، إلى أن الطقس سيزداد تطرفًا مع ازدياد سرعة الدوران، بسبب تضاعف تأثير “كوريوليس”، ما قد يُسفر عن أعاصير أسرع وأشد تدميرًا.

🔬 أسباب غير مفهومة حتى الآن

ويُرجع العلماء هذه التغيرات إلى مجموعة من العوامل الطبيعية، منها الزلازل، وذوبان الجليد، وتيارات المحيط، وحركة اللب الداخلي للأرض، فضلًا عن ظواهر مناخية كبرى مثل “إل نينيو”.
وقد اكتشف الفيزيائي الفلكي غراهام جونز من جامعة لندن هذا النمط المتسارع في دوران الأرض مطلع العام الجاري، مع مؤشرات لاحقة على أيام إضافية من التسارع في 9 و22 يوليو، و5 أغسطس.

ولا يزال الجدل العلمي مستمرًا حول ما إذا كانت هذه التسارعات لحظية، أم أن الأرض تدخل فعلًا مرحلة جديدة من التغيرات الفيزيائية العميقة.

البحث