عادةً ما ترتبط الأمراض المنقولة جنسيًا بأعراض مثل الطفح الجلدي والالتهابات، لكن هناك عرضًا غير متوقع قد يكون أكثر وضوحًا ودلالة على الإصابة بهذه الأمراض.
في مفاجأة صادمة، كشف الصيدلي البريطاني المعروف عباس كنعاني عن عرض نادر لمرض الزهري، وهو أحد الأمراض المنقولة جنسيًا، يتمثل في تساقط مفاجئ وغير مبرر للشعر في مناطق مختلفة من الرأس أو اللحية أو حتى الحواجب.
قد يكون هذا العرض هو المؤشر الوحيد على الإصابة بمرض الزهري في مراحله المبكرة.
تشير الأبحاث الطبية إلى ظهور ما يُعرف بـ”الزهري الثعلبي”، وهو عرض نادر لكنه مهم، يظهر عادةً في المرحلة الثانوية من المرض. هذا النوع من تساقط الشعر قد يربك حتى الأطباء المتمرسين، حيث يشبه أنماطًا أخرى من الثعلبة، فقد تظهر على شكل بقع دائرية صغيرة تشبه ثقوب العث، أو تساقط منتشر في فروة الرأس، أو مزيج من كلا النمطين.
السبب وراء هذه الظاهرة هو استجابة الجهاز المناعي للبكتيريا المسببة للمرض، “اللولبية الشاحبة” (Treponema pallidum)، التي تعطل دورة نمو الشعر الطبيعية، ما يؤدي إلى تساقط الشعر وتكسر البصيلات.
المشكلة أن المريض قد لا يلاحظ أي أعراض تقليدية أخرى للزهري في هذه المرحلة، أو تظهر عليه علامات خفيفة مثل تقرحات غير مؤلمة تختفي من تلقاء نفسها، مما يصعب عملية التشخيص.
وتكمن خطورة هذا العرض في كونه إنذارًا مبكرًا لمرض قد يتطور بصمت على مدى سنوات، حتى يصل إلى مراحل خطيرة تهدد الحياة.
بدون علاج، يمكن أن يتسبب الزهري في أضرار دائمة للقلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى مضاعفات عصبية خطيرة تشمل الشلل والخرف. كما قد يؤدي المرض إلى فقدان دائم للبصر والسمع بسبب تأثيره على العينين والأذنين.
في ظل هذه التحديات التشخيصية، يشدد الخبراء على أهمية الانتباه لأي تغير غير مبرر في نمو الشعر، خاصة إذا صاحبته أعراض أخرى مثل طفح جلدي على راحتي اليدين أو باطن القدمين، أو ظهور زوائد جلدية تشبه الثآليل في المناطق التناسلية.
ويعتبر الفحص المبكر ضروريًا للغاية للحوامل، حيث يمكن أن ينتقل المرض إلى الجنين مسببًا مضاعفات خطيرة.
والخبر الجيد أن مرض الزهري قابل للعلاج بشكل كامل بالمضادات الحيوية، شرط الكشف عنه ومعالجته في وقت مبكر.