نشرت النسخة الأوروبية من صحيفة بوليتيكو تقريرًا يكشف أن تعليقات أدلى بها بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية حول الحلفاء، خلال محادثة على تطبيق سيغنال، أثارت استياءً واسعًا في أوروبا وبريطانيا.
وأعرب دبلوماسي بريطاني عن صدمة لندن إزاء تسريب هذه المراسلات بين المسؤولين في واشنطن، واصفًا الحادثة بأنها “عدائية”. كما أشار إلى أن نائب الرئيس الأمبركي، جيه دي فانس، هو صاحب النهج المتشدد تجاه أوروبا، وأنه يمارس ضغوطًا على الرئيس دونالد ترامب لاتخاذ مواقف أكثر حدة.
وأوضحت بوليتيكو أن الآمال التي كانت تراود الحلفاء الأوروبيين حول اقتصار انتقادات الإدارة الأميركية عليهم علنًا، مع الإبقاء على موقف أكثر وديّة في السر، قد تبددت.
وقال الدبلوماسي البريطاني: “الطريقة التي يتحدثون بها عن أوروبا حين يظنون أن لا أحد يسمعهم صادمة، لكنها ليست مفاجئة تمامًا. الآن، بات من الواضح أسلوب تفكيرهم بكل وضوحه غير الدبلوماسي”.
من جانبه، أكد دبلوماسي أوروبي آخر أن تسريب هذه المراسلات أدى إلى تآكل ثقة بروكسل بواشنطن بشكل خطير، مشيرًا إلى أن استعادة هذه الثقة ليست بالأمر السهل. وأضاف: “الثقة في الوقت الحالي اهتزت، حتى لو استُخدم خطاب دبلوماسي مهذب أحيانًا. لكن من دون ثقة، لا يمكن أن يستمر التحالف. لذلك، على أوروبا أن تتحرك بشكل أكبر، لأنها لا تملك خيارًا آخر”.
وفي سياق متصل، كشف رئيس تحرير مجلة Atlantic، جيفري غولدبرغ، أن مسؤولين أمبركيين أضافوه عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة على سيغنال كانت مخصصة لمناقشة الهجمات ضد حركة أنصار الله (الحوثيين).
وأشار غولدبرغ إلى أن المجموعة، التي تحمل اسم “مجموعة الحوثيين”، ضمّت شخصيات بارزة مثل نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيتر هيغسيث، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، حيث دار نقاش سياسي مهم بينهم.
وفي تعليقه على الأمر، صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، براين هيوز، أن الحكومة تحقق في كيفية إضافة رقم غولدبرغ عن طريق الخطأ، قائلًا: “يبدو في الوقت الحالي أن سلسلة الرسائل الواردة في التقرير حقيقية، ونعمل على معرفة ملابسات هذا الخطأ”.