في خضم الوضع الإنساني الكارثي المتفاقم في قطاع غزة، تبادلت الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وحركة حماس من جهة أخرى، الاتهامات حول فشل مفاوضات التهدئة، ما يهدد بانهيار كامل لأي أفق دبلوماسي.
فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، انتهاء جولة المفاوضات الأخيرة مع حماس، بعد انسحاب وفدي البلدين من المحادثات، متهمين الحركة بعدم الجدية.
وصرّح ترامب: “حماس لا تريد اتفاقاً. أعتقد أنهم يريدون الموت… يجب القضاء على حماس”، ملمّحًا إلى أن رفض الحركة إتمام الصفقة مرتبط بعدم رغبتها في إنهاء ملف الأسرى، “لأنها تعلم ما سيحدث بعدها”.
في المقابل، ردّ باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، على هذه التصريحات قائلاً إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف حرّف سياق المفاوضات الأخيرة، وإن موقفه يخدم المصالح الإسرائيلية فقط. وتأتي هذه التصريحات وسط تقارير عن تعثّر مفاوضات وقف إطلاق النار، رغم الوساطات الدولية.
ماكرون يعترف بفلسطين وترامب يرد
في موقف لافت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف بلاده رسمياً بدولة فلسطين. الأمر الذي لم يرق لترامب، حيث وصف الخطوة بأنها “لا وزن لها”، رغم إقراره بأنه “يحب ماكرون”، معتبراً أن التوقيت والمغزى من القرار الفرنسي غير مناسبين.
إسقاط مساعدات إنسانية من الجو على الأرض
أعلنت إسرائيل السماح بإسقاط المساعدات جواً فوق غزة، في خطوة غير مسبوقة، بعد فشل إدخالها عبر المعابر البرية بسبب الازدحام والإجراءات الأممية. وذكرت مصادر إسرائيلية أن الأردن والإمارات ستكونان أول دولتين تنفذان عمليات الإنزال الجوي، في ظل محادثات مع ثلاث دول أخرى لدعم هذه المبادرة.
كارثة صحية تهدد غزة
في الجانب الإنساني، أطلقت منظمة “أوكسفام” تحذيراً شديد اللهجة من تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه في قطاع غزة، مشيرة إلى زيادات “مخيفة” في معدلات الإصابة باليرقان الحاد، والإسهال المائي والدموي، وصلت إلى 302%. ووصفت الوضع بـ”الكارثة القاتلة”، في ظل غياب الغذاء والماء النظيف والرعاية الصحية.
وتزامن ذلك مع نداء إنساني عاجل أطلقته وزارة الصحة في غزة، دعت فيه المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف الحرب وإنقاذ النظام الصحي المنهار.