بوتين وزيلينسكي- صورة من الأرشيف

في تطور لافت، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده لإجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا لأول مرة منذ بدايات النزاع، في خطوة وصفها البعض بأنها بادرة انفتاح نادرة. ورداً على ذلك، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الإثنين، أن بلاده منفتحة على الحوار، شريطة أن يتناول وقف استهداف المدنيين.

وفي كلمته المصورة اليومية، لم يعطِ زيلينسكي جواباً مباشراً على مقترح بوتين، لكنه شدد على أن أوكرانيا مستعدة للدخول في أي حوار يركز على إنهاء الهجمات ضد السكان المدنيين.

ويأتي هذا التوجه وسط ضغوط تمارسها الولايات المتحدة، التي لوّحت باحتمال الانسحاب من عملية السلام إذا لم يتحقق أي تقدم ملموس بين الطرفين. وكانت موسكو قد أعلنت عن هدنة استمرت 30 ساعة بمناسبة عيد القيامة، لكن سرعان ما تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكها.

وفي هذا السياق، أعلن زيلينسكي أن وفداً أوكرانياً سيتوجه إلى لندن الأربعاء المقبل، لعقد محادثات مع مسؤولين من الولايات المتحدة ودول أوروبية، ضمن سلسلة من اللقاءات بدأت الأسبوع الماضي في باريس، بهدف دفع مسار إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي، أشار بوتين إلى أن المعارك استؤنفت بعد انتهاء هدنة عيد القيامة التي أعلنتها موسكو من طرف واحد. وأضاف: “نحن منفتحون دائماً على المبادرات السلمية، ونأمل أن يكون لدى كييف نفس الاستعداد”.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لاحقاً، أن الرئيس بوتين كان يقصد بالمفاوضات الثنائية إمكانية مناقشة وقف استهداف المواقع المدنية بشكل مباشر مع الجانب الأوكراني.

تجدر الإشارة إلى أن المحادثات المباشرة بين موسكو وكييف توقفت منذ الأسابيع الأولى من اندلاع الحرب في فبراير 2022.

وفي خطابه المسائي، جدد زيلينسكي موقف بلاده قائلاً: “نصر على ضرورة حماية المدنيين ووقف ضربهم… نحن مستعدون للنقاش حول هذا الأمر”.

وكانت أوكرانيا قد اقترحت سابقاً هدنة تمتد لـ30 يوماً، وهو ما تدرسه واشنطن أيضاً كخطوة أولى محتملة نحو وقف إطلاق النار.

زيلينسكي أوضح أن المحادثات المرتقبة في لندن تهدف بشكل أساسي إلى “الضغط من أجل وقف إطلاق نار غير مشروط”، معتبراً أن هذه الخطوة يجب أن تكون نقطة الانطلاق نحو سلام دائم.

وفي منشور له على منصة “إكس”، أكد الرئيس الأوكراني أن تعليمات قد صدرت للقوات الأوكرانية بالرد على أي تحركات عسكرية روسية، قائلاً: “وقف إطلاق النار سيُقابل بالمثل، أما الضربات الروسية فسنرد عليها دفاعياً… الأفعال أهم من الأقوال”.

من جانبها، حذرت الإدارة الأميركية من احتمال انسحابها من جهود الوساطة، إذ قال الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو الجمعة الماضية، إن على الطرفين تحقيق تقدم خلال أيام وإلا فإن واشنطن ستعيد النظر في مشاركتها. ومع ذلك، أبدى ترامب شيئاً من التفاؤل يوم الأحد قائلاً إنه “يأمل” في التوصل لاتفاق خلال هذا الأسبوع.

بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو لا تزال منفتحة على الحلول السلمية، وأن التواصل مع الجانب الأميركي مستمر، معرباً عن أمله في تحقيق نتائج ملموسة قريباً.

البحث