تُستخدم الروبوتات الاجتماعية لتقديم تفاعل بشري طبيعي من خلال الكلام والإيماءات وتعبيرات الوجه، وتُوظّف في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، وخدمة العملاء. ومن أبرز أمثلتها روبوت «Pepper» و«Paro»، المستخدم في علاج مرضى الخرف. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، باتت قادرة على فهم المشاعر والتفاعل معها بدقة.
حتى وقت قريب، كانت هذه الروبوتات تعتمد على اختبارات بشرية معقدة لتعلّم المهارات الاجتماعية، ما كان يستغرق وقتاً وموارد كبيرة. لكن دراسة حديثة من جامعة سري البريطانية قدّمت حلاً بديلاً، عبر تطوير نموذج محاكاة افتراضي يتيح للروبوتات التدرّب على التفاعل الاجتماعي دون الحاجة لمتطوعين في المراحل الأولى.
تم اختبار النموذج باستخدام روبوت بشري الشكل، وبيّن قدرة عالية على التنبؤ بحركة نظرات الإنسان وتقليدها، حتى في بيئات معقدة مثل الفصول الدراسية. وقد مكّن هذا النموذج الباحثين من تقييم مدى دقة تركيز الروبوت مقارنة بالإنسان، دون إجراء تجارب ميدانية مكلفة.
وتصف الباحثة المشاركة، الدكتورة دي فو، هذا التطور بأنه «ثورة في تدريب الروبوتات الاجتماعية»، لأنه يسمح بإجراء تجارب واسعة النطاق دون وجود بشري مباشر، ما يُسرّع عملية التطوير ويقلّل التكاليف.
كما أشارت إلى أن الطريقة الجديدة مفيدة خصوصاً عند تطوير روبوتات للتعامل مع فئات حساسة، مثل الأطفال المصابين بالتوحد، حيث تُمكّن من اختبار الروبوتات دون تحميل الأطفال عبء المشاركة المتكررة في التجارب، ما يجعل العملية أكثر أخلاقية وفعالية.