أشار تقرير صادر عن شركة برايس ووترهاوس إلى أن تغير المناخ قد يتسبب في تعطل ثلث إمدادات أشباه الموصلات العالمية بحلول عام 2035.
ويُهدد الجفاف الشديد استخراج النحاس، المادة الأساسية المستخدمة في تصنيع رقائق أشباه الموصلات. إذ يحتاج استخراج النحاس، الضروري لصنع الأسلاك الدقيقة داخل الدوائر الإلكترونية، إلى كميات كبيرة من المياه.
ونقل التقرير عن بيانات منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في أستراليا أن حوالي 1600 لتر من الماء (ما يعادل 423 جالونًا) تُستهلك للحصول على 19 كيلوغرامًا فقط من النحاس.
تُواجه تشيلي، التي تُعد أكبر منتج للنحاس وتُساهم بنسبة 7% من إنتاج أشباه الموصلات عالمياً، خطرًا كبيرًا نتيجة الجفاف الشديد.
وتوقعت برايس ووترهاوس أن ترتفع نسبة الإمدادات المعرضة للخطر إلى 32% بحلول 2035، و58% بحلول 2050 في أسوأ السيناريوهات، مع تزايد تأثير تغير المناخ على كبار المنتجين مثل الصين وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
ووفقًا للرابطة الدولية للنحاس، يُستهلك حوالي 28 مليون طن من النحاس سنويًا. وعلى الرغم من أن صناعة أشباه الموصلات تستهلك جزءًا صغيرًا من هذه الكمية، فإن الرقائق تلعب دورًا حيويًا في الاقتصاد العالمي، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
تشكل أشباه الموصلات مكونًا أساسيًا في الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية مثل الحواسيب والهواتف الذكية، ومن المتوقع أن تصل قيمة صناعة الرقائق إلى تريليون دولار بحلول عام 2030، مدفوعة بتطورات الذكاء الاصطناعي.
وصرح جلين بيرم، رئيس قسم أشباه الموصلات العالمي في برايس ووترهاوس بكوريا الجنوبية، قائلاً: “تُعد أشباه الموصلات الشريان الحيوي للتكنولوجيا الحديثة، ومن الصعب تخيل شركة لا تعتمد عليها بأي شكل”.
وتُفاقم المشكلة زيادة الطلب على النحاس في قطاعات أخرى مثل الأسلاك الكهربائية والطاقة الشمسية، نتيجة النمو في استخدام تقنيات الحوسبة والطاقة النظيفة.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع الطلب العالمي على النحاس بأكثر من 40% بحلول عام 2040، متجاوزًا المعروض في الأسواق، بحسب تقرير صادر عن منظمة التجارة والتنمية في مايو.