في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية المتصاعدة في السودان، أصبح الصمغ العربي، الذي يعد أحد المكونات الأساسية لمشروب كوكا كولا، ضحية للتهريب إلى الخارج. هذا المكون، الذي يُستخدم في صناعة المشروبات الغازية والعديد من المنتجات الأخرى، يشهد عمليات تهريب غير قانونية، ما يثير القلق بشأن تداعيات هذه الأنشطة على التجارة العالمية والشركات الكبرى.
الصمغ العربي هو مادة طبيعية تُستخرج من أشجار الأكاسيا في السودان، ويُعتبر أحد الصادرات الأساسية للبلاد، حيث يدخل في صناعات متنوعة مثل المشروبات الغازية والأدوية. ومع تفاقم الوضع الأمني في البلاد، أصبح هذا المكون مادة استراتيجية يتم تهريبها إلى دول أخرى، خاصة في ظل سيطرة الجماعات المسلحة على مناطق إنتاجه، مثل دارفور، حيث يتم استخراج وتصدير الصمغ بشكل غير قانوني.
وتعد التجارة غير القانونية للصمغ العربي قضية معقدة، حيث تستفيد بعض الجماعات المسلحة من هذه التجارة لتمويل أنشطتها، بينما تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد السوداني الذي يعاني أصلاً من الأزمات. ومع أن الصمغ العربي يُعد من الصادرات الهامة للسودان، فإن تهريبه يزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي في البلاد ويزيد من معاناة السكان المحليين.
تقرير رويترز أشار إلى أن شركات دولية مثل كوكا كولا قد تكون متورطة بشكل غير مباشر في هذه التجارة غير القانونية، حيث يدخل الصمغ المهرب في سلاسل التوريد العالمية. هذه القضية تثير أسئلة أخلاقية حول دور الشركات الكبرى في تسهيل أو تشجيع هذه الأنشطة غير القانونية.
في وقت يستمر فيه النزاع المسلح في السودان، يجد المزارعون المحليون أنفسهم محاصرين بين الأنشطة العسكرية والاقتصادية غير القانونية، مما يزيد من صعوبة حياتهم اليومية. كما أن دول الجوار مثل كينيا تعاني من تداعيات هذه التجارة غير القانونية، التي تؤدي إلى زيادة الفساد وتضع ضغوطًا اقتصادية على تلك البلدان بسبب تورط بعض الأطراف في شبكات التهريب.
هذا الوضع يطرح تحديات كبيرة أمام الشركات العالمية، مثل كوكا كولا، في الحفاظ على استقرار سلاسل توريدها، في وقت يزداد فيه الضغط عليها لتبني ممارسات أكثر شفافية ومسؤولية في إدارة هذه السلاسل وضمان عدم تورطها في أنشطة غير قانونية.