قال رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، إن “الخط الأصفر” في شمال غزة بات يمثل الحدود الجديدة، موضحًا خلال زيارته للقوات الإسرائيلية في بيت حانون وجباليا أن هذا الخط سيشكّل خط دفاع متقدم لحماية المستوطنات، وفي الوقت نفسه قاعدة انطلاق للهجمات ضد أي هدف محتمل. وأكد أن الجيش الإسرائيلي يتمتع بحرية عمل كاملة داخل غزة ولن يسمح لحركة حماس بإعادة بناء قوتها، مشيرًا إلى استعداد الجيش لسيناريوهات حرب مفاجئة على مختلف الجبهات.
من جانبها، أبدت حركة حماس استعدادًا لمناقشة خيارات تتعلق بتخزين السلاح أو تجميده، حفاظًا على قدرة الفلسطينيين على الدفاع عن أنفسهم. وقال القيادي في الحركة باسم نعيم إن حماس منفتحة على بحث هذه المقترحات في إطار هدنة طويلة الأمد أو وقف إطلاق نار يرتبط بمسار سياسي يقود إلى إقامة دولة فلسطينية. وأضاف أن الحركة مستعدة لطرح هذه الأفكار ضمن ترتيبات أمنية شاملة تضمن للفلسطينيين القدرة على حماية أنفسهم عند تعرضهم لأي هجوم.
وتصاعد الجدل حول ملف سلاح حماس بعد تصريحات خليل الحية التي أعلن فيها استعداد الحركة لتسليم سلاحها إلى “دولة فلسطينية ذات سيادة” تتولى إدارة قطاع غزة، بشرط انتهاء الاحتلال، في ظل تحركات أميركية متسارعة للإعلان عن “مجلس السلام” الذي من المنتظر أن يقوده ترامب بإشراف أممي لإدارة القطاع.
في المقابل، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تستعد للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنه رهن ذلك بإسقاط حكم حماس ونزع سلاحها، واصفًا المرحلة المقبلة بأنها “أكثر صعوبة”. وأوضح نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس أن المرحلة الأولى شارفت على الانتهاء، وأن الانتقال للمرحلة الثانية سيبدأ بعد استعادة جثمان آخر الأسرى، مبيّنًا أن الهدف الآن هو نزع سلاح حماس وغزة، يلي ذلك مرحلة ثالثة تهدف إلى “نزع التطرف”.
ووفق تقارير سابقة، يُنتظر أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتقال إلى المرحلة الثانية من عملية السلام في غزة قبل أعياد الميلاد، وتشمل هذه المرحلة انسحابًا إسرائيليًا إضافيًا من أجزاء من القطاع، ونشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار، والبدء بتنفيذ هيكل الحكم الجديد الذي يتضمن “مجلس السلام” بقيادة ترامب.
وفي سياق آخر، بدأت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة استخراج رفات عشرات الجثامين التي دُفنت في ساحة مستشفى الأهلي المعمداني خلال الحرب، بهدف نقلها إلى المقابر الرسمية. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن الفرق المختصة تعمل بالتنسيق مع الجهات الصحية لإخراج الجثث التي دُفنت بشكل اضطراري، لافتًا إلى أن المقبرة المؤقتة في المستشفى تضم نحو 45 جثمانًا سيتم نقلها إلى المقبرة الرسمية داخل مدينة غزة.