تتجه شركة تيك توك نحو تقليل النفقات في قسم التجارة الإلكترونية التابع لها، وذلك بعد استثمار مبالغ ضخمة خلال العامين الماضيين لإطلاق أعمالها في هذا المجال.
ووفقًا لتقرير من موقع بيزنس إنسايدر، فقد بدأ متجر تيك توك (TikTok Shop) منذ شهر فبراير الماضي في إجراء تسريح للموظفين بناءً على تقييم الأداء، كما وضع قواعد أكثر صرامة للعودة إلى العمل، ونفذ جولتين من عمليات التسريح. تزامن ذلك مع تطبيق الشركة لإجراءات جديدة تهدف إلى التحكم في التكاليف. وقد أكد هذه المعلومات سبعة موظفين تحدثوا للموقع.
وتشمل الإجراءات التقشفية التي طبقتها تيك توك على مستوى الشركة تحديد سقوف جديدة لميزانية السفر الخاصة بالموظفين، كما أشار تقرير اطلعت عليه “العربية Business”.
وفي أحدث خطواتها لخفض الإنفاق، بدأت الشركة يوم الأربعاء الماضي جولة تسريح جديدة استهدفت موظفي عمليات التجارة الإلكترونية وبعض العاملين مع علامات تجارية عالمية.
وقالت الشركة في رسائل بريد إلكتروني أرسلتها هذا الأسبوع إلى الموظفين الذين تم الاستغناء عنهم، إنها تسعى إلى تقليل التعقيد بهدف “إنشاء نموذج تشغيل أكثر كفاءة لنمو الفريق على المدى الطويل”.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، شو زي تشيو، قد أشار في شهر فبراير الماضي إلى نية الشركة اتخاذ إجراءات صارمة لخفض الإنفاق وتحقيق الكفاءة. وأبلغ تشيو الموظفين برغبته في مراجعة جميع فرق الشركة وإزالة المستويات الإدارية غير الضرورية.
وتأتي هذه التوجهات في تيك توك في وقت حرج للشركة، التي قد تواجه حظرًا في الولايات المتحدة إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن بيع عملياتها في البلاد بموجب قانون صدر عام 2024.
وقد شهدت تيك توك تغييرات واسعة في فريق عملها بالولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك تعزيز سلطة قيادتها الصينية، وفقًا لما ذكره موظفون سابقون لموقع بيزنس إنسايدر.
وعلى الرغم من الشعبية الكبيرة لمقاطع الفيديو على تيك توك، فإن أداء متجر تيك توك لم يحقق التوقعات المرجوة.
وفي إطار جهود خفض التكاليف، بالإضافة إلى تسريح الموظفين، قامت بعض الفرق بتعديل أهداف الأداء للربع الحالي للتركيز على مؤشرات تتعلق بالتكاليف والأرباح والإيرادات، مثل إجمالي قيمة البضائع، وذلك وفقًا لما نقله التقرير عن اثنين من الموظفين.
كما تخطط الشركة لوقف دعم الشحن المجاني لبائعي متجر تيك توك في وقت لاحق من هذا الشهر، بعد أن كانت قد قلصت هذا الدعم في السابق. وأوضح أحد الموظفين أن هذه الخطوة ستجعل دعم تيك توك للشحن المجاني أقرب إلى مستوى المنافسين مثل أمازون، ولكنها قد تثير استياء بعض الشركاء من البائعين.
وعلى نطاق أوسع، أبلغت تيك توك موظفيها في جميع أنحاء الشركة أنها ستطبق عملية موافقة أكثر صرامة على سفريات العمل، وستطلب مزيدًا من المعلومات حول ترتيبات السفر لفهم تأثيرها على الميزانية بشكل أفضل، بالإضافة إلى وضع حدود للإنفاق على الفنادق وتذاكر الطيران.
يُعتبر قسم التجارة الإلكترونية في تيك توك هدفًا رئيسيًا لخفض التكاليف، خاصة بعد أن أنفقت الشركة مئات الملايين من الدولارات لإطلاق هذا النشاط الذي يعتبر محور تركيز كبير لشركة بايت دانس الصينية، المالكة لتيك توك، في محاولة لتكرار نجاح تطبيقها الصيني الشقيق، دوين، في مجال التجارة الإلكترونية.
وقد أبدت إدارة بايت دانس خيبة أملها إزاء تقدم أعمالها في الولايات المتحدة، التي لم تحقق العديد من أهدافها لعام 2024. وتأثرت مبيعات المنصة في الولايات المتحدة هذا العام، ويعزى ذلك جزئيًا إلى التعريفات الجمركية العالمية. وعلى سبيل المثال، انخفض حجم الطلبات الأسبوعية في الولايات المتحدة على متجر تيك توك بنحو 20% في منتصف مايو مقارنة بمنتصف أبريل بعد دخول التعريفات الجمركية حيز التنفيذ، وفقًا لبيانات داخلية اطلع عليها موقع بيزنس إنسايدر.
وفي محاولة لتغيير هذا الوضع، أجرت الشركة تغييرات كبيرة في قيادة قسم التجارة الإلكترونية ومنحت صلاحيات أكبر للمديرين التنفيذيين الذين يمتلكون خبرة في العمل على تطبيق دوين.
وبعد عدة جولات من تسريح العمال وسلسلة من التخفيضات المتعلقة بالأداء وإعادة تنظيم الفرق، يبدو أن حجم متجر تيك توك في الولايات المتحدة قد تقلص بشكل ملحوظ.