في ظل تزايد تأثير منصات التواصل الاجتماعي، بدأ بعض المؤثرين عبر تيك توك بترويج ممارسات غير مثبتة علمياً وخطرة تحت شعار “لوكس ماكسينغ” (تحسين المظهر لأقصى حد)، والذي يُروج له كطريقة لتحقيق الشكل المثالي للرجال، خاصة في إطار ما يُعرف بـ”العالم الذكوري” على الإنترنت. هذا الخطاب الذكوري، الذي يعكس أحيانًا عدائية تجاه النساء، يستهدف الشباب الذين يطمحون للوصول إلى صور نمطية عن الجمال الذكوري.
تشمل النصائح التي يتم تداولها عبر هذه المنصات طرقًا غير آمنة للحصول على شفاه ممتلئة، أو تشكيل الذقن أو حتى زيادة طول الأرجل. يتم ذلك في بعض الأحيان بالترويج لاستخدام الستيرويدات أو العمليات التجميلية، ما يجعل بعض المؤثرين يحققون أرباحًا عبر الإعلانات المتعلقة بهذه الممارسات.
من بين الممارسات الخطيرة التي يتم الترويج لها، يظهر في أحد الفيديوهات رجل يضرب عظمة وجنتيه بمطرقة في محاولة لإعادة تشكيل وجهه، مدعيًا أن ذلك جزء من روتينه للعناية بالبشرة. في حين أن الكثير من التعليقات تحذر من خطر هذه الممارسة، يروج آخرون لها باعتبارها وسيلة لتشكيل الفك ليبدو أكثر تحديدًا.
وفيما يخص تبييض الأسنان، يُروج بعض المؤثرين لاستخدام بيروكسيد الهيدروجين باستخدام عود قطن لتبييض الأسنان، رغم تحذيرات أطباء الأسنان من أن ذلك قد يتسبب في إتلاف المينا واللثة.
يشير سيدهارث فينكاتاراماكريشنان من معهد الحوار الاستراتيجي إلى أن هذا الاتجاه يتغذى على رغبة الشباب في الوصول إلى معايير الجمال المثالية، ما يتداخل مع مشاعر الكراهية تجاه النساء ويشكل “مزيجاً ساماً” من العداء للجنس الآخر والضغط لتحقيق تلك المعايير.
أبحاث أخرى ربطت هذا الاتجاه بـ”العزوبية اللاإرادية”، وهي حركة تعبر عن مشاعر الإحباط والكراهية تجاه النساء لدى بعض الرجال الذين يعانون من صعوبات في العلاقات العاطفية. بعض الحسابات على تيك توك استطاعت التحايل على الحظر المفروض على خطاب الكراهية باستخدام مصطلحات أكثر قبولاً مثل “لوكس ماكسينغ”، ما يعكس تطورًا جديدًا في الأيديولوجيات السامة على الإنترنت.
هذا الاتجاه يواكب أيضًا مصطلحي “جيم ماكسينغ” (التركيز على بناء العضلات) و”ماني ماكسينغ” (تحسين الوضع المالي)، ما يعكس هوسًا متزايدًا بالمظهر الجسدي والمالي. الخبراء يحذرون من أن الخوارزميات التي تروج لهذه الممارسات يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الشباب، ما يتطلب رقابة أشد على المحتوى المتداول.
وبينما تعالج بعض الأعمال الفنية مثل مسلسل “أدوليسانس” عبر منصة نتفليكس تأثير هذه الظواهر على الشباب، تحذر الباحثة أندا سوليا من أن هذه التوجهات لا تؤثر فقط على الشباب، بل أيضًا قد تعرض النساء لمخاطر متزايدة في بيئة تشهد عنفًا قائمًا على النوع الاجتماعي.