جراحة

في ظل تزايد معدلات السمنة عالميًا، يبحث الأطباء والعلماء عن حلول أكثر أمانًا وفعالية من الجراحات التقليدية أو الأدوية التي قد تحمل آثارًا جانبية مزعجة. وبينما تتطلب عمليات مثل تحويل مسار المعدة تعافيًا طويلاً وقد تترك مضاعفات مثل النزيف أو الالتهابات، تبرز اليوم تقنية مبتكرة تعتمد على التنويم المغناطيسي كخيار غير جراحي يُعيد برمجة الجسم والعقل معًا لإنقاص الوزن.

غرفة عمليات… في الخيال

في تجربة رائدة، حوّل باحثو مركز “هداسا” الطبي في إسرائيل غرفة علاج إلى محاكاة لجراحة تكميم المعدة دون أي أدوات جراحية. فبدل التخدير والمشرط، يقود طبيب نفسي ومختص بالتنويم المغناطيسي المريض في جلسة غنية بالتفاصيل، تشبه خطوات العملية الحقيقية لدرجة تجعل الدماغ يعتقد بأنه خضع بالفعل للجراحة.

وقالت مايا مزراحي، قائدة الدراسة والمعالجة المعتمدة بالتنويم:

“الدماغ لا يميّز بين الواقع والخيال. إذا اقتنع المريض بأنه خضع لجراحة، يمكن للعقل أن يعيد خلق آثارها: من الشعور بالشبع إلى ضبط الشهية وزيادة التحفيز”.

نتائج مشجعة… بدون ألم

شملت الدراسة 41 مريضًا، بعضهم خضع مسبقًا لعمليات تكميم حقيقية. بعد ثلاثة أشهر:

  • 86% من المشاركين فقدوا وزنًا ملحوظًا.
  • بين من خضعوا لجراحة سابقة، ثلثاهم خسروا أكثر من 20% من وزنهم.
  • المشاركون الذين لم يخضعوا لأي جراحة فقدوا في المتوسط نحو 10% من وزنهم.

إحدى المشاركات، “روز” (69 عامًا)، كانت مثالًا حيًا على نجاح التقنية. فقدت 16.8 كغ بعد فشلها سابقًا في الحفاظ على وزنها سواء عبر الجراحة أو حقن GLP-1.

“كنت قلقة من عدم تحملي، لكنني فوجئت بالنتيجة. أصبحت أتناول الطعام بطريقة مختلفة، وشعرت بالأمل من جديد”، تقول روز.

لماذا ينجح التنويم؟

ترى مزراحي أن هذه التقنية تساعد المريض على إعادة الارتباط بجسده وفهم إشارات الجوع والشبع، وهي مهارات غالبًا ما تتعطّل بسبب العادات الغذائية المترسخة أو الأكل العاطفي.

هل تصبح بديلاً فعليًا للجراحة؟

الدراسة لا تزال مستمرة، ومن المتوقع نشر نتائجها الكاملة نهاية العام. لكن التوقعات الأولية تشير إلى إمكانية إدخال التنويم المغناطيسي كـخيار علاجي آمن وفعّال، إما كبديل للجراحة أو كأداة داعمة في المستشفيات والمراكز العلاجية.

البحث