مع تطور برامج الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” و”جيمناي”، يزداد الطلب على استخدامها كمساعدات افتراضية ذكية. لتحقيق ذلك، يجب أن تتمكن هذه الأنظمة من الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالمستخدمين من مختلف التطبيقات وتذكر التفاصيل المتعلقة بهم. كما يتطلب الأمر ثقة المستخدمين بشركات مثل “أوبن إيه آي” و”غوغل” في إدارة بياناتهم الشخصية.
إدخال الذاكرة في “شات جي بي تي” و”جيمناي”
كانت “أوبن إيه آي” أول من قدم ميزات الذاكرة في “شات جي بي تي” من خلال ميزة “التعليمات المخصصة” (Custom Instructions)، والتي استخدمها العديد من المستخدمين منذ توفرها. وفي العام الماضي، أضافت “أوبن إيه آي” ميزة “الذاكرة”، التي تتيح لـ “شات جي بي تي” تذكّر بعض المعلومات عن المستخدمين عبر المحادثات، بما يتجاوز نطاق التعليمات المخصصة. يمكن للمستخدمين التحكم بهذه الذكريات وحذفها في أي وقت، كما يمكنهم ضبط إعدادات الخصوصية لمنع استخدام هذه البيانات في تدريب الذكاء الاصطناعي.
من ناحية أخرى، احتاج “جيمناي” إلى مزيد من الوقت لتطوير ميزات ذاكرة مماثلة. بدأت “غوغل” في طرح ميزات الذاكرة الأولى في تشرين الثاني (نوفمبر)، ولكنها كانت متاحة فقط للمشتركين في خدمة “جيمناي” المتقدمة. ومع ذلك، فإن ميزات ذاكرة “شات جي بي تي” أيضاً متاحة فقط للمستخدمين الذين يدفعون اشتراكاً.
تفوق “جيمناي” على “شات جي بي تي” في ميزة الذاكرة
قامت “غوغل” مؤخراً بتحسين ذاكرة “جيمناي” بطريقة لم تفعلها “أوبن إيه آي” بعد. أصبح بإمكان المستخدمين الآن أن يطلبوا من “جيمناي” تذكر المعلومات من المحادثات السابقة حول موضوع معين، مما يسهل متابعة النقاشات السابقة دون الحاجة إلى تكرار الأسئلة.
وصرحت “غوغل” في مدونة نشرتها يوم الخميس:
“اعتبارًا من اليوم، يمكن لـ “جيمناي” الآن استرجاع محادثاتك السابقة لتقديم ردود أكثر فائدة. سواء كنت تطرح سؤالًا حول موضوع ناقشته بالفعل أو تطلب من “جيمناي” تلخيص محادثة سابقة، فإن “جيمناي” يستخدم الآن المعلومات من المحادثات ذات الصلة لتكوين استجابة”.
التحديات والثقة في الذكاء الاصطناعي
بالرغم من الميزات التي تقدمها الذاكرة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك تساؤلات حول مدى الثقة في قدرة هذه الأنظمة على تذكر المعلومات بطريقة آمنة، خاصة إذا كانت تتعلق ببيانات شخصية حساسة.
لكن التحديث الجديد لـ “جيمناي” يعد إضافة مفيدة، إذ يمكن أن يوفر على المستخدمين الحاجة إلى إعادة نفس الأسئلة والمناقشات.
مقارنة بين “غوغل” و “أوبن إيه آي” في استرجاع المحادثات
يتيح “شات جي بي تي” للمستخدمين البحث عن المحادثات السابقة من خلال ميزة “ChatGPT Search”، التي توفر واجهة مستخدم محسّنة. كما يدعم “شات جي بي تي” إنشاء مجلدات لتجميع المحادثات المشابهة، ما يسهل عملية استرجاع المعلومات. ولكن يجب القيام بهذه العملية يدوياً.
في المقابل، تقدم “غوغل” نهجاً أكثر كفاءة، حيث يمكن للمستخدم أن يطلب من الذكاء الاصطناعي البحث في المحادثات السابقة تلقائياً. وهذا ليس بالضرورة ميزة ذاكرة بالمعنى التقليدي، بل هو منح الذكاء الاصطناعي حق الوصول إلى بيانات الدردشة المخزنة في حساب المستخدم مع تحكم كامل من المستخدم في البيانات التي يمكن للذكاء الاصطناعي استخدامها.
تحكم المستخدم في بياناته
تؤكد “غوغل” أن المستخدمين لديهم سيطرة كاملة على المعلومات المخزنة، حيث يمكنهم مراجعة البيانات وحذفها أو تحديد المدة الزمنية التي تظل فيها محفوظة. كما يمكنهم تعطيل نشاط “تطبيقات جيمناي” (Gemini Apps Activity) تمامًا عبر إعدادات “نشاطي” (My Activity) وقد يشير “جيمناي” إلى استخدامه لمحادثات سابقة في مصادر المحتوى ذات الصلة.
التوفر والاشتراك
الميزة الجديدة متاحة حالياً باللغة الإنجليزية للمشتركين في خدمة “جيمناي” المتقدمة عبر “خطة Google One AI Premium”، التي توفر أيضاً تخزيناً سحابياً على Google Cloud، مما يجعلها عرضًا أكثر جاذبية مقارنةً بـ”شات جي بي تي بلاس”.
ومن المتوقع أن تصل هذه الميزة أيضاً إلى مشتركي Google Workspace Business وEnterprise خلال الأسابيع المقبلة، ما يعزز من قدرة المستخدمين على تحسين تفاعلهم مع الذكاء الاصطناعي وإدارة معلوماتهم بفعالية.