يتوافد المسلمون من مختلف أنحاء العالم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، في تجمع بشري فريد يتطلب وعياً صحياً عالياً لحماية الحجاج من الأمراض والمخاطر المرتبطة بالازدحام والتنقل والمجهود البدني الكبير.
وفي هذا المقال، نقدم دليلاً صحياً مبسطاً لحجاج بيت الله الحرام، يشمل ثلاث مراحل أساسية لضمان حج آمن: الاستعدادات الصحية قبل السفر، الإرشادات الوقائية خلال أداء المناسك، والتدابير الصحية بعد العودة.
المرحلة الأولى: الاستعدادات الصحية قبل الحج
زيارة الطبيب، خصوصاً للمصابين بأمراض مزمنة، للتأكد من استقرار الحالة الصحية.
أخذ التطعيمات الإلزامية:
حجاج الداخل: الحمى الشوكية والإنفلونزا.
حجاج الخارج: يُضاف الحمى الصفراء ولقاحات أخرى حسب بلد الإقامة.
تحضير الأدوية الخاصة بكل حاج مع بطاقة طبية توضح حالته المرضية.
المرحلة الثانية: الإرشادات الصحية خلال أداء المناسك
الحفاظ على الترطيب بتناول كميات كافية من الماء.
استخدام الكمامة في الأماكن المزدحمة لتقليل خطر العدوى التنفسية.
ارتداء أحذية مريحة لتجنب التسلخات والانزلاق.
تجنب أشعة الشمس المباشرة، خاصة وقت الظهيرة، باستخدام مظلة وارتداء قبعة.
أخذ فترات راحة منتظمة لتفادي الإرهاق والإنهاك الحراري.
غسل اليدين باستمرار واستخدام معقم اليدين.
عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين.
الالتزام بالنظافة الشخصية لحماية الجلد من الالتهابات والتسلخات.
المرحلة الثالثة: الإرشادات الصحية بعد العودة
مراقبة الحالة الصحية لمدة أسبوعين، تحسباً لأي أعراض عدوى مكتسبة.
زيارة الطبيب في حال ظهور أعراض مثل:
حرارة مرتفعة، سعال، ضيق تنفس، إسهال، طفح جلدي.
الالتزام بتدابير الوقاية المنزلية: غسل اليدين، عدم مشاركة الأدوات، وتجنب المخالطة عند الشعور بالأعراض.
إرشادات خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة
مرضى الضغط: تجنب الإجهاد، والالتزام بالأدوية.
مرضى السكري: قياس السكر بانتظام وتناول الطعام في أوقات ثابتة.
مرضى الربو: حمل البخاخات وتفادي الغبار.
مرضى الكلى: التنسيق المسبق لمواعيد الغسيل.
مرضى الحساسية: تفادي مسبباتها وحمل الأدوية الوقائية.
التغذية السليمة أثناء الحج
تناول أطعمة طازجة ونظيفة ومطهوة جيداً.
تجنب الأطعمة المكشوفة أو من مصادر غير موثوقة.
شرب مياه نقية باستمرار حتى دون الإحساس بالعطش.
تقليل تناول الوجبات الدسمة أو غير المألوفة لتفادي اضطرابات المعدة.
الوقاية من أبرز المخاطر الصحية خلال الحج
ضربات الشمس: استخدام المظلة، تجنب الوقوف الطويل في الشمس.
العدوى التنفسية: ارتداء الكمامة والابتعاد عن المصابين.
التسمم الغذائي: الحذر من الأطعمة الملوثة أو المكشوفة.
التسمم الدوائي: عدم تناول أدوية من آخرين والاحتفاظ بالوصفات الطبية.
الإجهاد العضلي: تجنب الأحمال الثقيلة وأخذ راحة بين التنقلات.
فئات تحتاج عناية خاصة
كبار السن: استخدام العكاز والمساعدة عند التنقل.
الأطفال: تغذية جيدة، تجنب الشمس، ومرافقة دائمة.
النساء الحوامل والمرضعات: استشارة الطبيب قبل السفر، وتجنب الإرهاق، وشرب كميات كافية من الماء.
🩹 الإسعافات الأولية الأساسية
الرعاف: الانحناء للأمام والضغط على الأنف.
الكدمات: وضع كمادات باردة.
هبوط السكر: تناول عصير أو حلوى سريعة الامتصاص.
الحلاقة: استخدام أدوات شخصية نظيفة ومعقمة.
الاستعداد الصحي لحج هذا العام ليس رفاهية، بل ضرورة لحماية النفس والآخرين. إن الالتزام بالإرشادات الطبية جزء من أداء المناسك بسلام، ويُجسد روح المسؤولية الإسلامية التي تحث على حفظ النفس والوقاية من الضرر.