رفضت حركة “حماس”، يوم الثلاثاء، اتهامات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن سيطرتها على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ووصفت تصريحاته بأنها تكرار لرواية الحكومة الإسرائيلية تفتقر إلى أي سند من الحقائق الميدانية أو تقارير المنظمات الدولية.
وقالت الحركة في بيان إن هذه المزاعم تتعارض بشكل مباشر مع تقارير صادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة في القطاع، والتي تؤكد معاناة السكان وغياب أي بنى تحتية تتيح التحكم بالمساعدات، في ظل الدمار الواسع والانهيار الشامل للخدمات.
وأشارت حماس إلى أن اعتماد الإدارة الأميركية على ما وصفته بـ”الرواية المضللة” لحكومة بنيامين نتنياهو يساهم في تبرير سياسة الحصار والتجويع الممنهج بحق سكان القطاع، داعية واشنطن إلى تبني موقف أكثر توازنًا وانسجامًا مع القانون الدولي الإنساني.
وأضافت الحركة أن “الأولوية ليست في إرسال كميات رمزية من المساعدات، بل في ضمان تدفقها المستمر ومن دون عراقيل، وفتح المعابر المغلقة منذ أكثر من شهرين لدخول المواد الأساسية التي يحتاجها السكان للبقاء على قيد الحياة”.
وتأتي هذه التصريحات وسط تفاقم غير مسبوق للأزمة الإنسانية في غزة، حيث حذّرت منظمات أممية من مجاعة تلوح في الأفق، تهدد حياة مئات الآلاف، خاصة الأطفال والمرضى، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر منذ أوائل مارس.
وأكدت تقارير من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية أن غالبية سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما أشارت منظمة “اليونيسف” إلى إصابة عشرات الآلاف من الأطفال بسوء تغذية حاد، نتيجة ندرة المساعدات وغياب آلية توزيع آمنة ومنظمة.
من جهتها، عبّرت منظمات دولية، بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن قلقها البالغ إزاء القيود المفروضة على دخول المساعدات، مشددة على أن استخدام الغذاء كأداة ضغط يشكل انتهاكًا للقانون الدولي وقد يرقى إلى جريمة حرب.