Capture-1740236948

أفرجت حركة حماس، يوم السبت، عن ستة رهائن من غزة، بينهم عربي، في إطار الدفعة الأخيرة من الرهائن الإسرائيليين الأحياء الذين تقرر إطلاق سراحهم بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
بالإضافة لإيليا كوهين (27 عاما) وعومر شيم توف (22 عاما) وعومر فينكرت (23 عاما) وتال شوهام (40 عاما) وأفيرا منغيستو (39 عاما)، شملت عملية الإفراج، السبت، شابا عربيا مسلما يدعى هشام السيد (36 عاما)

وخلافًا للعرف المعتاد, سلمت حماس السيد البالغ من العمر 36 عاما، للصليب الأحمر في مدينة غزة من دون مراسم علنية كما جرت العادة.

والسيد محتجز لدى حماس منذ نحو 10 سنوات بعد دخوله للقطاع من تلقاء نفسه.

وتقول وسائل إعلام إسرائيلية أن السيد دخل، وهو مواطن عربي إسرائيلي يتحدر من قرية حورة البدوية في صحراء النقب، إلى غزة في نيسان 2015.

ووفقاً لوالده، لم تكن هذه المرة الأولى التي يدخل فيها إلى غزة، لكن في هذه المرة أوقفته حماس واحتجزته.

لم ترد أي أنباء عن السيد حتى عام 2022، عندما نشرت حماس مقطع فيديو يُظهره على سرير طبي، منهكًا ومربوطًا بجهاز أوكسجين. وقد أوردت القسام في الفيديو “هشام السيد الجندي في الجيش الإسرائيلي في أسره لدى كتائب القسام”.

ويمن المرجح أن السيد دخل مشيا على قدميه في منطقة لا يوجد فيها وجود عسكري إسرائيلي قوي عند الحدود مع غزة قرب معبر إيرز.

ادعت وفي المقابل, لفت تقرير لهيومن رايتس ووتش إلى أنه جرى تسريحه من خدمته العسكرية بعد أشهر قليلة من دخوله الجيش الإسرائيلي.

واستنكرت منظمة هيومن رايتس ووتش , في عام 2017, الاحتجاز “غير القانوني” للسيد، ونشرت تفاصيل جديدة عن الرجل الذي يُعتقد أنه يعاني من أمراض عقلية.

وقالت المنظمة إن الوثائق التي راجعتها تشير إلى أن السيد تطوع للخدمة العسكرية في أغسطس 2008، ولكنه فصل بعد أقل من 3 أشهر حينما صنفه الجيش “غير ملائم للخدمة”، وهو ليس جزءا من قوات الاحتياط.

وكشفت تقارير طبية أيضا أن الأطباء شخصوا حالة السيد بالفصام و”اضطراب الشخصية”، من بين أعراض أخرى، وأدخلوه المستشفى لعدة مرات.

ووصفه إصدار عن مستشفى بئر السبع في عام 2013 بأنه “مريض تناوبي” وهو معروف لـ “خدمات الطب النفسي لسنوات عدة”، لافتاً إلى أنه فر من المؤسسة بعد دخوله إلى المستشفى قبل أن يتم القبض عليه قرب الحدود مع غزة وحجز “لفترة طويلة” في عيادة للصحة النفسية في شمال إسرائيل.

وولد السيد، وهو الأكبر بين 8 أطفال، وترعرع في قرية السيد البدوية، التي تم دمجها في نهاية المطاف في بلدة الحورة، في صحراء النقب.

وقال شعبان السيد، والد هشام، إن ابنه أنهى المدرسة الثانوية، لكنه كان ضعيفا. وأخبر شعبان هيومن رايتس ووتش أنه حاول إشراك ابنه في أعمال البناء، لكنه رفض العمل وظل في المنزل.

تزوج السيد، لكن زوجته طلقته في غضون أسبوع. وقالت والدته، منال، إنه “لم يكن راضيا عن الحياة التي يعيشها في البيت، وينظر دائما إلى الآخرين، متمنيا لو يملك ما لديهم”.

بل أسبوع من اختفائه، تواصل السيد مع والدته ليُعبر عن رغبته في الزواج مرة أخرى. وأفادت والدته بأنه كان يمضي وقته في مشاهدة التلفزيون، والاستماع إلى الموسيقى، والتجول بين منازل ومحلات الجيران، الذين كانوا أحيانًا يستهزئون به أو يطردونه.

وتكشف السجلات الطبية التي استعرضتها هيومن رايتس ووتش عن تشخيصات متعددة؛ فقد عانى من فقدان السمع والدوار والطنين في عام 2007، وتبين إصابته بـ”اضطراب في الشخصية واضطرابات سلوكية وعاطفية غير محددة” في عام 2009، وتعرض ل”اضطراب ذهاني حاد” في عام 2010، وتبين وجود انفصام في عام 2013.

كما قضى السيد فترات تتراوح بين أيام وأسابيع في المستشفيات ومراكز الطب النفسي في مختلف أنحاء البلاد، بناءً على أوامر المحاكم والأطباء. وذكر شعبان أن ابنه حاول الفرار من إحدى هذه المؤسسات على الأقل، مشيرًا إلى أنه “هناك صوت في رأسه يخبره بما يجب فعله ولا يستطيع السيطرة عليه.”

وقال والده إنه حاول الذهاب إلى الأردن 5 مرات. منعه أفراد الأمن وغيرهم، في 3 من تلك المحاولات، من العبور. في المرتين التي دخل فيها الأردن، احتجزته الشرطة، والمرة الثانية كانت لمدة 10 أيام تقريبا، قبل أسبوع من اختفائه في غزة.

وأضاف شعبان إن ابنه دخل الضفة الغربية في 15 حادثة منفصلة على الأقل، مما أدى إلى احتجازه من قبل الأمن الوقائي الفلسطيني 3 مرات.

وكان شعبان قد قال لوكالة فرانس برس “أنه نريد فقط أن نسأل حماس لماذا يقومون باحتجازه؟ ما هو السبب؟”.

وأضاف “يقولون إنّه جندي في الجيش الاسرائيلي وهذه كذبة”.

البحث