مدّدت محافظة حمص، الإثنين، حظر التجوال في عدد من الأحياء “حرصاً على الاستقرار والسلامة العامة”، وذلك عقب التوترات التي شهدتها المدينة في أعقاب الجريمة المروعة التي وقعت في بلدة زيدل، الأحد.
وقالت المحافظة إن الأحداث الأخيرة تسبّبت بأضرار طالت 40 منزلاً ومحلاً تجارياً و29 سيارة في حصيلة أولية، مشيرة إلى أنّ التحقيق الجنائي ما يزال مستمراً وأن النتائج ستُعلن فور اكتمالها. كما لفتت إلى استقدام تعزيزات أمنية لضبط الوضع الميداني ومنع وصول التجمعات إلى المناطق التي تشهد توتراً.
ماذا حدث في حمص؟
شهدت حمص، الأحد، هزّة أمنية حادة دفعت السلطات السورية إلى فرض حظر تجول واسع، بعد موجة من أعمال العنف والهجمات الانتقامية التي طالت أحياء سكنية. وأرسلت القوات الحكومية وحدات من الجيش والأمن الداخلي إلى المدينة في محاولة لاحتواء التصعيد.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، كثّفت القوات انتشارها في ضاحية الباسل وحي المهاجرين بعد ساعات من هجمات نفذها مسلحون من قبيلة بني خالد، شملت إحراق منازل، تخريب محال تجارية، وإطلاق نار عشوائي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من السكان.
وجاءت هذه الهجمات على خلفية جريمة قتل مروعة في بلدة زيدل جنوب حمص، حيث عُثر على رجل وزوجته من أبناء قبيلة بني خالد مقتولين داخل منزلهما، وقد أحرقت جثة الزوجة وعُثر في المكان على عبارات ذات طابع طائفي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأثار الحادث غضباً واسعاً داخل العشيرة ترجمته هجمات انتقامية على أحياء ذات غالبية علوية في حمص، في ظل فوضى أمنية وغياب التدخل الرسمي في الساعات الأولى للاشتباكات.
وأكدت المصادر أن حالة من الخوف والهلع سادت بين الأهالي، خصوصاً مع تزامن الهجمات مع خروج الطلاب من المدارس، ما دفع الجهات الأمنية إلى تقييد حركة الطلاب ومنع تنقلهم في بعض المناطق حفاظاً على سلامتهم.