في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى كسر الجمود بشأن توسيع الاتحاد الأوروبي، تبحث العواصم الأوروبية مقترحاً يمنح دولاً مرشّحة، أبرزها أوكرانيا ومولدوفا والجبل الأسود، عضوية جزئية تتيح لها الاستفادة من مزايا الاتحاد الاقتصادية والسياسية، من دون منحها حقّ التصويت في المرحلة الأولى.
بحسب تقرير نشرته صحيفة بوليتيكو، فإنّ الخطة لا تزال في مراحلها الأولية وتتطلّب موافقة الدول الأعضاء الـ27، على أن تُمنح العضوية الكاملة لاحقاً بعد تنفيذ إصلاحات مؤسساتية تحدّ من قدرة أي دولة على تعطيل القرارات الأوروبية عبر حقّ النقض (الفيتو).
ويأتي هذا المقترح كحلّ وسط بعد اعتراضات من المجر ودول أخرى ترى أن التوسيع قبل الإصلاح قد يهدّد الاستقرار الاقتصادي والأمني داخل الاتحاد. ويرى مراقبون أن هذه الصيغة الجديدة قد تسرّع عملية الانضمام التي تواجه عراقيل منذ سنوات، خاصة في ظل التوتر بين بودابست وبروكسل حول دعم أوكرانيا.
أنطون هوفرايتر، رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني، اعتبر أن “الأعضاء الجدد يجب أن يتنازلوا مؤقتاً عن حقّ الفيتو، لأن توسيع الاتحاد لا يمكن أن يُعرقل برفض دولة واحدة”.
الخطة الجديدة تمنح الدول المرشحة امتيازات اقتصادية مثل الوصول إلى السوق الأوروبية الموحدة والاستفادة من برامج الدعم، لكنها تحجب عنها مؤقتاً حق الاعتراض داخل المؤسسات الأوروبية، في ما وصفه دبلوماسيون بأنه “آلية مرنة لا تحتاج إلى تعديل المعاهدات الأساسية للاتحاد”.
تتولى دول مثل النمسا والسويد وألمانيا الدفع باتجاه هذا المشروع، معتبرة أنه السبيل الأنسب للحفاظ على زخم التوسّع في مواجهة النفوذ الروسي المتزايد. وقالت وزيرة الشؤون الأوروبية النمساوية كلوديا بلاكولم إنّ “التوسّع يجب أن يكون أسرع وأقل بيروقراطية، وإلا فسيفقد الاتحاد موقعه لصالح قوى أخرى تتربص به”.
ورغم الدعم السياسي الذي تحظى به أوكرانيا ومولدوفا، استبعد المستشار الألماني فريدريش ميرتس انضمام كييف الكامل قبل عام 2034، موضحاً أن تأثيرها المالي على ميزانية الاتحاد سيكون محدوداً في المدى المتوسط.
في المقابل، تسود خيبة أمل بين دول البلقان الغربية التي تنتظر منذ أكثر من عقد الدخول إلى الاتحاد، إذ اعتبر رئيس الجبل الأسود ياكوف ميلاتوفيتش أن الوقت حان لإحياء فكرة الاتحاد كقوة جذب، بعد أن كانت كرواتيا آخر المنضمّين عام 2013.
ومن المقرّر أن تطرح المفوضية الأوروبية قريباً “حزمة التوسّع” الجديدة التي تتضمّن آليات إصلاح مؤسسات الاتحاد تمهيداً لاستقبال أعضاء جدد. غير أن بعض المحلّلين حذّروا من أن اعتماد درجات متفاوتة من العضوية قد يخلق طبقات داخل التكتل الأوروبي، في سابقة قد تهدّد وحدته في المدى البعيد.