thumbs_b_c_3f1b9dfcbba6be23bc32b3530ebeedae

على الرغم من الأجواء الإيجابية التي رافقت اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا تزال عدة ملفات أساسية عالقة ضمن خطة السلام المنتظرة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.فقد أقرّ ترامب بأن مسألة إقليم دونباس والتنازل عن الأراضي ما زالت من أعقد القضايا المطروحة، مشيرًا إلى أنّها تمثل شرطًا جوهريًا بالنسبة إلى موسكو ولم يُحسم الخلاف بشأنها بعد. كما لفت إلى أنّ الضمانات الأمنية لأوكرانيا لم تُستكمل بالكامل، رغم الاتفاق على نحو 95% من بنودها، محمّلًا الدول الأوروبية العبء الأكبر في هذا الملف.وأوضح ترامب أنّ أوروبا ستتولى الدور الأساسي في توفير الضمانات الأمنية لكييف، في وقت شددت فيه أوكرانيا مرارًا على ضرورة انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في هذه الضمانات، بهدف ردع أي هجوم روسي محتمل في المستقبل. وكانت دوائر مقرّبة من ترامب قد طرحت سابقًا فكرة منح أوكرانيا ضمانات أمنية شبيهة بتلك التي يوفرها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يعني نظريًا ردًا عسكريًا جماعيًا في حال تعرّضها لأي اعتداء جديد.مفاجأة زيلينسكيوخلال اللقاء الذي عُقد في منتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا، برزت لحظات بدت محرجة للرئيس الأوكراني، ولا سيما حين قال ترامب إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “يريد لأوكرانيا النجاح”، ما أثار ابتسامة لافتة على وجه زيلينسكي التقطتها عدسات المصورين.وتكررت هذه الأجواء خلال المؤتمر الصحافي المشترك، عندما أكد ترامب أن بوتين يرغب بإنجاح خطة السلام، قائلاً: “بوتين يريد حقًا أن يرى ذلك يتحقق… لقد قال لي ذلك بوضوح، وأنا أصدّقه”، فيما بدت علامات الدهشة واضحة على ملامح الرئيس الأوكراني.في المقابل، أعلن ترامب أنّ التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بات قريبًا، من دون أن يشير إلى تحقيق اختراق حاسم في ملف الأراضي المتنازع عليها، رغم المحادثات الأخيرة مع كلّ من زيلينسكي وبوتين. وأكد أنّ الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كان بالإمكان وضع حدّ للنزاع المستمر منذ شباط/فبراير 2022، والذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى.وتقوم الخطة الحالية، التي خضعت لتعديلات بعد أسابيع من المفاوضات الأميركية – الأوكرانية المكثفة، على وقف القتال عند خطوط الجبهة الحالية في دونباس الشرقية، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح.في المقابل، تواصل موسكو المطالبة بتنازلات إقليمية من دون أن تُظهر استعدادًا مماثلًا للتنازل، مستندة إلى المكاسب التدريجية التي تحققها ميدانيًا. ودعا الكرملين، في بيان أعقب الاتصال الهاتفي بين بوتين وترامب، كييف إلى اتخاذ “قرار شجاع” وسحب قواتها فورًا من دونباس، محمّلًا القادة الأوروبيين مسؤولية عرقلة جهود السلام.من جهته، اعتبر المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف أنّ موسكو وواشنطن تتشاركان الرؤية نفسها حيال المقترحات الأوكرانية والأوروبية لوقف إطلاق النار مؤقتًا، محذرًا من أنّها لن تؤدي سوى إلى إطالة أمد النزاع واستئناف العمليات العسكرية.

البحث