يُصنع خل التفاح عن طريق تخمير عصير التفاح المهروس باستخدام البكتيريا والخميرة، وتستغرق هذه العملية عادةً عدة أسابيع. تعود أقدم تقارير استخدام خل التفاح إلى آلاف السنين في حضارات مصر وبابل القديمة، حيث كان يُستخدم كمادة حافظة للطعام وعلاج طبيعي لبعض الأمراض. وحتى اليوم، يُستخدم خل التفاح في الطهي كمعزز للنكهة في تتبيلات السلطات والصلصات.
على مدى سنوات، رُوّج لخل التفاح كوسيلة فعالة لإنقاص الوزن بسرعة، مما جعل البعض يعتقد أنه السر المفقود في الحميات الغذائية. ومع ذلك، رغم وجود بعض الدراسات التي تشير إلى فوائد خل التفاح في تنظيم سكر الدم وتقليل الدهون الضارة، إلا أن الأدلة على تأثيره في فقدان الوزن قليلة أو غير حاسمة.
القيمة الغذائية لخل التفاح
تحتوي ملعقة كبيرة (15 مل) من خل التفاح على:
3 سعرات حرارية
0.1 غرام من الكربوهيدرات والسكريات
1 ملغ صوديوم
11 ملغ بوتاسيوم
الآثار الجانبية والتحذيرات
يجب على بعض الأشخاص تجنب أو الحد من استخدام خل التفاح، خصوصاً مرضى السكري أو من يعانون من خزل المعدة، لأنه قد يبطئ إفراغ المعدة. وهناك تقارير تربط الاستخدام المفرط بخل التفاح بانخفاض مستويات البوتاسيوم وفقدان كتلة العظام، رغم عدم إثبات ذلك في التجارب السريرية. كما يجب تخفيف خل التفاح قبل استخدامه لتجنب الحروق الموضعية على الجلد أو في الفم والمريء، بالإضافة إلى حماية الأسنان من التآكل الناتج عن حموضته.
خل التفاح وفقدان الوزن
يدعي البعض أن شرب كمية صغيرة من خل التفاح أو تناول مكملاته قبل الوجبات يساعد في تقليل الشهية وحرق السعرات الحرارية. لكن وفقًا لموقع «مايو كلينك»، لا توجد أدلة قوية تثبت أن خل التفاح يسبب فقدانًا كبيرًا أو طويل الأمد للوزن، حيث أن الدراسات المتوفرة غالبًا ما تكون صغيرة الحجم أو تفتقر للدقة. بعض الأبحاث تشير إلى إمكانية دوره كمساعد بسيط في خسارة الوزن، لكن هناك حاجة لمزيد من الدراسات.
وأكد «مايو كلينك» أن المفتاح الحقيقي لفقدان الوزن هو حرق سعرات حرارية أكثر مما يُستهلك، وذلك من خلال تناول نظام غذائي متوازن وزيادة النشاط البدني. كما يشير موقع «فيري ويل هيلث» إلى أن خل التفاح، كغيره من المكملات، لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده لإدارة الوزن على المدى الطويل، بل يمكن استخدامه كمكمل ضمن خطة شاملة تعتمد أساسًا على نوعية الطعام المتناول.
نصائح عامة لفقدان الوزن الصحي
توصي «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» باتباع تغذية صحية، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتقليل التوتر. كما يؤكدون على أهمية الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء خلال رحلة تحسين الصحة. النظام الغذائي الصحي والمتوازن يجب أن يشمل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، الدهون الصحية، والبروتينات الخالية من الدهون، مع ترك مساحة للأطعمة المفضلة لضمان استمرارية النظام دون شعور بالحرمان.