كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة فوبرتال الألمانية عن نتائج مفاجئة تكسر الصورة النمطية السائدة حول الأمهات العاملات، حيث أظهرت أن النساء اللواتي يعملن عن بُعد ويقمن بدور الأمهات يحققن دخلًا أعلى بنسبة تتراوح بين 9% إلى 12% مقارنة بنظيراتهن اللاتي يعملن من المكاتب التقليدية.
وتُعد هذه الدراسة، التي قادتها الباحثة يوهانا باوليكس، من أولى الدراسات التي ترصد أثر نمط العمل عن بُعد على الدخل والأسرة على مدى عشر سنوات متواصلة، وشملت عينة من 8,869 مشاركًا من الرجال والنساء، مع مراعاة عوامل مثل العمر، والتعليم، والخصائص المهنية والديموغرافية.
وأبرزت النتائج أن هذا الارتفاع في الدخل ينطبق تحديدًا على الأمهات العاملات عن بُعد، في حين لم تُسجل فروق مماثلة بين الرجال الآباء أو النساء غير الأمهات.
وأوضحت باوليكس أن المرونة التي يوفرها العمل من المنزل تمكّن الأمهات من تحقيق توازن أفضل بين مسؤوليات الأسرة والعمل، مما يُترجم إلى أداء أكثر إنتاجية وتقدّمًا مهنيًا ملموسًا. وقالت:
“الأمهات العاملات عن بُعد هن الفئة الأكثر استفادة من هذا النمط، إذ ينجحن في إدارة حياتهن المهنية والأسرية بكفاءة تؤدي إلى زيادة مباشرة في دخلهن”.
كسر الصور النمطية:
لطالما ارتبطت صورة الأم العاملة بالتضحية المهنية لصالح الأسرة، إلا أن هذه الدراسة تُظهر عكس ذلك؛ فالعمل عن بُعد يوفّر وسيلة فعالة للأمهات لتحقيق النجاح المهني دون التخلي عن دورهن الأسري، بل على العكس، يمكنهن:
الحفاظ على التزاماتهن العائلية
تحقيق تقدم في مسيرتهن الوظيفية
كسر المعادلة التقليدية التي تفترض التضحية بأحد الجانبين
الدراسة تفتح الباب أمام إعادة التفكير في بيئات العمل والسياسات المرتبطة بدعم المرأة، خاصة في ظل التحولات المتسارعة نحو أنماط العمل المرنة والرقمية.