في مفارقة لافتة، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة دايتون الأميركية عن جانب سلبي غير متوقع للجمال المفرط، خصوصاً في عالم وسائل التواصل الاجتماعي ومجال اللياقة البدنية.
وأوضحت الدراسة أن المؤثرين الذين يتمتعون بجاذبية عالية يحصلون في الواقع على إعجابات ومتابعين أقل مقارنة بأولئك الذين يمتلكون مظهراً جذاباً بدرجة متوسطة. ويُرجَّح أن السبب يعود إلى شعور المتابعين بأن أصحاب الجمال المفرط أقل قرباً منهم أو يعيشون حياة يصعب الارتباط بها عاطفياً.
واعتمد الباحثون، أندرو إيدلبلوم وآبي فرانك، على عرض منشورات ساخرة من حسابات وهمية لمؤثرين في مجال اللياقة البدنية أمام مئات المشاركين، وطلبوا منهم تقييم المحتوى واختيار الحسابات التي يفضلون متابعتها.
وأطلق الفريق البحثي على هذه الظاهرة اسم “تأثير الجمال العكسي” (The Beauty Backfire Effect)، مشيرين إلى أن المظهر الجذاب قد يجذب الانتباه في البداية، لكنه لا يضمن زيادة التفاعل أو بناء قاعدة جماهيرية قوية.
وأظهرت النتائج أن التواضع يلعب دوراً محورياً في الحد من هذا التأثير. فالمؤثرات اللاتي قدّمن محتوى واقعياً يشارك تجاربهن وتحدياتهن اليومية حصلن على معدلات تفاعل أعلى، بينما تراجعت الإعجابات لدى من تباهين بإنجازاتهن أو مظهرهن المثالي.
كما لفتت الدراسة إلى أن الجنس يؤثر في حجم “رد الفعل العكسي”، إذ تواجه النساء شديدات الجمال في هذا المجال انتقادات أقسى واستجابات أقل مقارنة بالرجال ذوي الجاذبية المماثلة، في انعكاس لما وصفه الباحثون بأنه تحيّز اجتماعي ضد النساء الجذابات.
ويأمل الباحثون أن تمهّد نتائجهم لمزيد من الدراسات التي تبحث في عوامل أخرى قد تؤثر على هذا التأثير العكسي، مثل العرق والإعاقة، لفهم أعمق لكيفية تفاعل الجمهور مع المظهر الخارجي في الفضاء الرقمي.