كشف علماء في روسيا أن قابلية الإصابة بنقص فيتامين D تختلف بشكل ملحوظ بين القوميات، مشيرين إلى أن العوامل الوراثية تلعب دوراً محورياً في تحويل هذا الفيتامين إلى شكله النشط المعروف بالكالسيفيرول.
وأوضحت دراسة أجرتها شركة Genotek أن وجود متغير وراثي محدد (rs10741657) في جين CYP2R1 يقلل من فعالية الجسم في تحويل فيتامين D، ويزيد خطر النقص بنسبة تصل إلى 42% لدى الحاملين له. وأكد ألكسندر راكيتكو، مدير الشؤون العلمية في Genotek، أن هذه البيانات تساعد في تحديد المجموعات السكانية الأكثر عرضة للنقص، خصوصاً في مناطق شمال روسيا التي تفتقر إلى ضوء الشمس الكافي، ما يمكّن من تعديل النظام الغذائي أو اللجوء إلى المكملات عند الحاجة.
استندت الدراسة إلى تحليل بيانات أكثر من 166 ألف روسي من مختلف القوميات والمناطق، وبيّنت النتائج أن الأكثر عرضة لحمل الطفرة الوراثية هم: اليهود الأشكناز، الأذربيجانيون، الأرمن، الشركس، الشوفاش، الأدمورت، والبشكير، حيث تجاوز معدل الطفرة 50% في بعض المجموعات. بينما سجلت أقل نسب لدى البورياتيون (32.29%) والروس (32.97%)، مع اختلافات طفيفة بين الشماليين والجنوبيين.
ويؤدي فيتامين D دوراً أساسياً في عمل الجهاز المناعي والحفاظ على صحة العظام والأسنان، كما أظهرت الدراسات ارتباط نقصه بمخاطر أعلى للنوبات القلبية، وتطور التصلب المتعدد، وتأثر الدماغ بالكحول. ويرى العلماء أن فهم تأثير العوامل الوراثية على مستويات الفيتامين يمكن أن يساهم في تطوير استراتيجيات وقاية فردية وجماعية أكثر فاعلية.