تعبيرية

رغم التقدم التكنولوجي الهائل وازدهار وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت دراسة عالمية جديدة أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يعانون من انخفاض واضح في مستويات السعادة والرفاهية، مقارنة بالأجيال السابقة. وقد شملت الدراسة أكثر من 200 ألف شخص من 20 دولة، وأعدّها باحثون من جامعتي هارفرد وبايلور.

ورغم أن العصر الرقمي يوفر سهولة الوصول إلى الخدمات والترفيه، إلا أن البيانات كشفت عن أن الشباب اليوم يعانون من تحديات نفسية واجتماعية أكبر، بما في ذلك القلق، الاكتئاب، وتراجع المشاركة الاجتماعية، فضلاً عن الصعوبات في إيجاد معنى للحياة وتكوين علاقات إنسانية مستقرة.

وفي الولايات المتحدة تحديداً، كانت الفجوة في الرفاهية بين الشباب وكبار السن هي الأوسع. بينما في بلدان مثل اليابان وكينيا، لا يزال نمط السعادة التقليدي قائمًا، حيث تزدهر الرفاهية في مرحلتي الشباب والشيخوخة.

ويرى الباحثون أن العوامل الأبرز وراء هذا التدهور تشمل العزلة الاجتماعية، الانغماس في الشاشات، والضغوط المجتمعية المتزايدة لتحقيق الكمال. ووفقًا للدكتورة لوري سانتوس من جامعة “ييل”، فإن “الاتصال الاجتماعي هو عنصر حاسم للسعادة، لكن الشباب يقضون وقتًا أقل بكثير مع أصدقائهم مقارنةً بالسابق”.

وقد دعا الباحثون إلى ضرورة زيادة الاستثمارات في رفاهية الشباب، معتبرين أن تجاهل هذه القضية سيؤدي إلى أزمات أعمق في الصحة النفسية والاجتماعية للأجيال القادمة.

البحث