في مفاجأة علمية قد تغيّر فهمنا لأسباب السمنة، كشفت دراسة دولية حديثة أن قلة الحركة ليست العامل الأساسي في زيادة الوزن، كما كان يُعتقد منذ عقود. بل إن السبب الحقيقي يكمن في النظام الغذائي، وبشكل خاص في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.
الدراسة التي شارك فيها أكثر من 80 باحثاً من دول عدة، ونشرت في مجلة PNAS العلمية، استخدمت تقنية دقيقة تُعرف بـ”الماء المزدوج التسمية” لقياس معدلات الأيض لدى أكثر من 4200 شخص في 34 دولة. وقد شملت العينة أشخاصاً من أنماط حياة متباينة، من موظفين مكتبيين في المدن الكبرى إلى صيادين وجامعي ثمار في مجتمعات تقليدية.
المفاجأة؟ جميع هؤلاء الأشخاص تقريباً أحرقوا الطاقة بمعدلات متشابهة، رغم اختلافاتهم الكبيرة في مستويات النشاط البدني اليومي.
هذا الاكتشاف يغيّر قواعد اللعبة في محاربة وباء السمنة، ويشير إلى أن استهلاك السعرات الحرارية الزائد – خصوصاً من الأطعمة المصنعة – هو المسؤول بنسبة تصل إلى 90% عن السمنة، بينما لا يشكل نقص النشاط البدني سوى نسبة ضئيلة من المشكلة.
ويقول البروفيسور هيرمان بونتزر، الباحث الرئيسي:”أخطأنا عندما اعتقدنا أن الحركة القليلة هي المذنب الأول. في الحقيقة، ما نأكله هو ما يصنع الفرق.”
من جهته، أوضح البروفيسور داريوش مظفريان، مدير معهد “الغذاء هو الطب” بجامعة تافتس، أن هذه الدراسة تؤكد ما يحذر منه خبراء التغذية منذ سنوات: التغير الجذري في نوعية الغذاء هو المحرك الأساسي لأزمة السمنة، وليس الكسل أو قلة التمارين.
وفيما أكد البروفيسور باري بوبكين من جامعة نورث كارولينا أن نتائج الدراسة تدعم أدلة سابقة حول دور النظام الغذائي، دعا إلى إعادة النظر في السياسات الصحية العامة، بحيث تُوجَّه الجهود نحو تحسين جودة الغذاء وتقليل الأطعمة المصنعة، بدلاً من التركيز الحصري على النشاط البدني.
مع ذلك، لم تُلغِ الدراسة أهمية الحركة، إذ ما زالت التمارين جزءاً أساسياً من الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين الصحة العامة، حتى لو كان دورها في ضبط الوزن أقل مما كان يُعتقد.الرسالة الأساسية؟التمارين مهمة… لكن الطعام هو المفتاح.