كشفت دراسة حديثة نُشرت في منتصف يونيو (حزيران) الجاري في مجلة Nature Medicine العلمية، عن نتائج واعدة لعلاج مركّب قد يُحدث نقلة نوعية في حياة المراهقين المصابين بداء السكري من النوع الأول (T1D)، وذلك عبر تقليل المضاعفات المزمنة المرتبطة بالمرض وتحسين نوعية الحياة على المدى الطويل.
وأوضح الباحثون أن العلاج المدمج، الذي جرى تطويره في جامعة تورنتو ومستشفى SickKids للأطفال في كندا، يجمع بين حقن الإنسولين التقليدية ودواء تجريبي يُعرف بـ”داباغليفلوزين” (dapagliflozin). وقد أظهر هذا المزيج فعالية ملحوظة في خفض معدلات السكر في الدم، والحدّ من زيادة الوزن، والحفاظ على وظائف الكلى لدى المراهقين المشاركين في التجربة.
وأشارت الدراسة التي قادها د. فريد محمود، أخصائي الغدد الصماء، إلى أن فئة المراهقين غالباً ما تكون مهمشة في الأبحاث السريرية، نظراً لتعقيدات المرحلة العمرية وتحدياتها النفسية والهرمونية والاجتماعية، ما يجعل هذا الإنجاز العلمي خطوة بالغة الأهمية.
علاج مخصص لكل حالة
وشملت الدراسة نحو 100 مراهق تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، حيث صُمم لكل منهم بروتوكول علاجي فردي يأخذ بعين الاعتبار عوامل متعددة، من أبرزها: حساسية الإنسولين، الحالة الجينية، الاستجابة المناعية، التمثيل الغذائي، والبيئة النفسية والاجتماعية.
وبيّن الباحثون أن فعالية العلاج ترتبط أيضاً بمدى وعي المريض وبيئته، إذ أظهرت الحالات القادمة من أسر متعلّمة ومجتمعات أكثر وعياً صحياً استجابة أفضل للعلاج، بفضل الالتزام بالغذاء السليم والنشاط البدني المنتظم.
ويأمل فريق الدراسة أن يشكّل هذا العلاج المركب بديلاً داعماً للعلاج التقليدي في المدى القريب، خاصة في فئة عمرية معرّضة لمخاطر أكبر بسبب التقلّبات الجسمانية والنفسية، ويؤكدون على ضرورة إجراء تجارب أوسع قبل اعتماد العلاج على نطاق أوسع.