نشرت مجلة “ذي أتلانتيك” الأربعاء محادثات عبر تطبيق “سيغنال” تتضمن تفاصيل خطة هجوم أميركية وشيكة ضد الحوثيين في اليمن، وذلك بعد أن تم إرسالها عن طريق الخطأ إلى رئيس تحرير المجلة، جيفري غولدبرغ. كشفت المجلة في لقطات شاشة للمحادثة، عن معلومات تفصيلية تشمل أوقات الضربات الجوية وأنواع الطائرات المستخدمة في الهجوم.
وتتعلق هذه المحادثات التي جرت بين كبار المسؤولين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بخطة هجوم عسكرية كانت تخطط لها الإدارة ضد الحوثيين، وهي المحادثات التي تم تداولها في مجموعة دردشة جماعية لعدد من المسؤولين الأمنيين. على الرغم من أن إدارة ترامب نفت مرارًا أن تكون المحادثات قد احتوت على معلومات سرية، فإن تسريب هذه المحادثات أثار الكثير من الجدل، خاصة بعد تصريح الصحفيين عن وجود تفاصيل عملياتية بشأن الضربات الجوية ضد الحوثيين، بما في ذلك أهداف الضربات والأسلحة التي كان من المتوقع أن تُستخدم.
من جانبها، انتقدت إدارة ترامب بشدة ما نشرته “ذي أتلانتيك”، حيث اعتبر مسؤولون في البيت الأبيض أن المجلة لم تقم بتقديم المعلومات بصورة دقيقة، وأكدوا أن المحادثات لم تتضمن أسرارًا خطيرة كما تم الادعاء. وأضاف المسؤولون أنهم لا يعتقدون أن أي مادة سرية قد تم تسريبها.
في المقابل، أبدى العديد من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي قلقهم البالغ من تسريب هذه المعلومات الحساسة. وفي رسالة موجهة إلى ترامب، طالب هؤلاء بتوجيه وزارة العدل لإجراء تحقيق شامل في كيفية إدراج الصحفي في الدردشة الجماعية السرية حول خطط الحرب، حيث اعتبروا أن هذا التسريب قد يشكل انتهاكًا قانونيًا.
وقالت الرسالة إن المعلومات التي تم تسريبها تضمنت تفاصيل عملياتية حساسة، مثل تسلسل الهجوم وتفاصيل الأسلحة والأهداف، وهو ما قد يعرض الأمن القومي الأميركي للخطر. وطلب أعضاء مجلس الشيوخ من المدعي العام التحقيق في سلوك المسؤولين الحكوميين الذين شاركوا أو ناقشوا هذه المعلومات بصورة غير قانونية.
من جهة أخرى، أكد الرئيس ترامب في تصريحات له بعد الحادث أنه لا يعتقد أن المسؤولين المعنيين بحاجة للاعتذار، معبراً عن دعمه لفريق الأمن القومي، لكنه أضاف أنه لا يتوقع أن يستخدم الفريق تطبيق “سيغنال” مرة أخرى في المستقبل.