كشفت دراسة جديدة أن مجرّد رؤية شخص مريض، حتى من مسافة بعيدة وبدون أي تلامس، قد تُفعّل جهاز إنذار داخل الدماغ والجسم، يحفّز بدوره الجهاز المناعي ويضعه في حالة تأهّب.
وبحسب ما نقله موقع «ساينس أليرت» العلمي، أُجريت الدراسة على 248 شخصاً بالغاً يتمتعون بصحة جيدة، حيث ارتدوا نظارات الواقع الافتراضي وطُلب منهم الضغط على زر بمجرد شعورهم بلمسة على وجوههم.
والمثير أن المشاركين استجابوا بسرعة أكبر عندما ظهرت أمامهم صورة افتراضية لشخص يبدو مريضاً، مقارنة باستجابتهم عند رؤية صورة شخص خائف أو محايد.
وأظهرت تحاليل الدم التي أُجريت لهم لاحقاً وجود ارتفاع فوري في مؤشرات النشاط المناعي بعد رؤية الشخص المريض، ما يشير إلى استجابة مناعية مبكرة ناتجة عن مجرّد الإدراك البصري للمرض.
ويرى الباحثون أن هذا النوع من التفاعل قد يكون تطوراً طبيعياً ضمن استجابة “القتال أو الهروب” (Fight-or-flight)، وهي آلية فسيولوجية فطرية تجعل الجسم يستعد لمواجهة التهديدات المحتملة أو الهروب منها.
وكتب الفريق، في الدراسة التي نُشرت بمجلة «نيتشر»، أن أدمغة المشاركين بدأت بإرسال إشارات إنذار عند رؤية صورة شخص تظهر عليه علامات مرضية مثل الطفح الجلدي والحمّى، حتى لو كانت هذه الصورة على مسافة بعيدة.
وأضاف الباحثون من جامعة لوزان في سويسرا أن هذا التفاعل السريع يفعّل مناطق عصبية مثل “تحت المهاد” (Hypothalamus)، التي بدورها تُرسل إشارات مباشرة إلى الجهاز المناعي، مما يعكس وجود نظام مناعي عصبي متكامل في الجسم يستشعر خطر العدوى ويتفاعل معه حتى في غياب التلامس المباشر.