أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن القرار الحاسم في لبنان قد تم اتخاذه، وينص على إنهاء ظاهرة التنظيمات المسلحة غير الشرعية، مشيرًا إلى أن التنفيذ قد يستغرق وقتًا، “لكنه دخل حيّز التطبيق ولم يعد مجرّد فكرة مستقبلية بل أصبح واقعًا فعليًا”.
وفي لقاء جمعه بوفد كبير من الانتشار القواتي في المقر العام للحزب في معراب، بحضور عدد من مسؤولي الحزب وأعضاء المجلس المركزي ورؤساء مراكز الانتشار، شدد جعجع على أن معارك بقاء الدولة والحرية والكرامة “تم كسبها”، مؤكدًا أن “لبنان سيعود كما عهدناه، خصوصًا في ظل الدفع الإقليمي والدولي في هذا الاتجاه، إذ لا مؤشرات على أن الأحداث ستسلك مسارًا معاكسًا”.
ورأى جعجع أن من بين أبرز المكاسب التي تحققت في لبنان خلال العقدين الأخيرين هو استمرار “القوات اللبنانية” كقوة سياسية منظمة، مشبّهًا أهمية وجودها بوجود الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، ومعتبرًا أن “العمل السياسي لا يقوم من دون أحزاب فاعلة”.
كما أثنى على دور رجال الأعمال في المجتمع، رغم الانتقادات التي تطال بعضهم، معتبرًا أنهم “عنصر أساسي في إنشاء المؤسسات وتوفير فرص العمل”، مشيرًا إلى أن القضايا المرتبطة بالعدالة الاجتماعية تُعالَج في مكانها الطبيعي.
وفي سياق حديثه عن المتغيرات الإقليمية، اعتبر جعجع أن السنوات القليلة الماضية شهدت “تحقق حلم كان يبدو مستحيلاً”، مستشهدًا بتغيّر المعادلة في سوريا، حيث قال: “من كان يتصور أن بشار الأسد سيسقط بالطريقة التي سقط بها؟”.
وأضاف: “في وقت كانت الثورة السورية تلفظ أنفاسها بين عامي 2015 و2016، كان الجميع يعتقد أن الأسد باقٍ، أما نحن فكنا نؤمن بعكس ذلك. واليوم، بعد أن رحل الجميع ورحل الأسد، بقينا نحن. هذه التجربة يجب أن تكون مصدر إلهام ودافع للاستمرار نحو الأمام، دون أن ننسى الأوقات الصعبة التي مررنا بها”.