في تقاطع لافت بين التكنولوجيا والاحتياجات الخاصة، برزت نظارات “راي بان” الذكية، نتاج شراكة بين “ميتا” و”إيسيلور لوكسوتيكا”، كأداة واعدة تمنح فاقدي البصر قدرة غير مسبوقة على التفاعل مع محيطهم.
رغم أنها لم تُصمَّم حصراً للمكفوفين، إلا أن مزاياها التفاعلية جعلتها حلاً عملياً لكثيرين، إذ تحتوي على كاميرا، ميكروفونات، ومساعد ذكي يستخدم الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية للتعرف على الأشياء، الأشخاص، وقراءة النصوص وتحليل المشهد المحيط.
بفضل هذه التقنيات، توفر النظارة وصفاً صوتياً للبيئة، وتوجه المستخدمين بصرياً ولفظياً، كتنبيههم بوجود درج أمامهم أو اقتراب شخص مألوف. كما تتيح قراءة القوائم، الفواتير، والإشارات، بل وحتى التفاعل الاجتماعي عبر التعرف إلى الوجوه.
تتكامل النظارة مع تطبيقات مساعدة كـ”Be My Eyes”، وتقدم دعماً خلال التنقل، عبر قراءة الإشارات وإعطاء إرشادات دقيقة. ومع تطور الواقع المعزز، تُقدّم تجربة حسية شاملة تدمج المعلومات الرقمية بالمشهد الواقعي، مما يعزز الاستقلالية والثقة.
لكن التحديات قائمة، مثل استهلاك البطارية، صعوبات الرؤية في الإضاءة المنخفضة، وهواجس الخصوصية. ومع ذلك، يشير مستقبل هذه التقنية إلى مزيد من التطور، يشمل أوامر ذهنية، تصميماً أكثر راحة، وميزات حسية متقدمة.
هكذا، تفتح “راي بان” الذكية نافذة جديدة لذوي الاحتياجات الخاصة، نحو عالم يمكن رؤيته من دون عيون، ولكن بإدراك عميق وتفاعل حقيقي