في 8 أيار 2025، تم انتخاب الكاردينال روبرت بريفوست، المولود في شيكاغو والمقيم في بيرو، ليصبح البابا الجديد للفاتيكان. ومن خلال هذا الاختيار التاريخي، أصبح بريفوست، الذي يبلغ من العمر 69 عامًا، أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وقد اختار بريفوست اسم “ليو الرابع عشر” ليخلف البابا فرنسيس الذي توفي في 21 نيسان 2025.
من هو روبرت بريفوست؟
وُلد بريفوست في 14 أيلول 1955 في شيكاغو لوالديه لويس ماريوس بريفوست وميلدريد مارتينيز. نشأ في حي فقير من الجنوب الشرقي لشيكاغو، حيث كانت عائلته ذات طابع ديني عميق. بعد دراسته في جامعة فيلانوفا، قرر بريفوست أن يصبح كاهنًا وانضم إلى رهبنة القديس أوغسطين عام 1977. بعد سنوات من العمل الديني والتعليم في بيرو، تم تعيينه لاحقًا في مناصب كنسية مرموقة، حتى أصبح أحد أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس.
مسيرته الكهنوتية:
بعد رسامته الكهنوتية، شغل بريفوست عدة مناصب مهمة في الكنيسة الكاثوليكية، بما في ذلك عمله كأب روحي في بيرو، حيث قاد مدرسة إكليريكية في تروخيو. وفي 2014، اختاره البابا فرنسيس مشرفًا على أبرشية شيكلايو، وهي منطقة تعتبر من أفقر مناطق بيرو. كما عُين أسقفًا في العام التالي. وفي 2023، تم تعيينه لرئاسة دائرة الأساقفة في الفاتيكان، مما مهد الطريق لانتخابه كبابا بعد وفاة البابا فرنسيس.
مواقفه السياسية والدينية:
يُعرف بريفوست بدعمه لمواقف البابا فرنسيس الإصلاحية، مثل تعزيز دور النساء في الكنيسة، بما في ذلك تعيين ثلاث نساء في اللجنة التي تصوّت على ترشيحات الأساقفة. كما كان مدافعًا عن قضايا التغير المناخي والشمولية. على الصعيد السياسي، انتقد بريفوست سياسات الهجرة التي اتبعها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أنها تتناقض مع تعاليم الكنيسة.
رؤية البابا الجديد:
وفيما يخص معتقداته الدينية، يتمسك بريفوست بمفاهيم الكاثوليكية التقليدية، واعتبر أن “السلطة التي لدينا هي للخدمة”، وأكد على أهمية القرب من الله، من الكهنة، ومن شعب الكنيسة. هو يرى أن البابا يجب أن يكون خادمًا ورعويًا، لا مجرد شخصية سلطوية.
خلفية تاريخية:
توفي البابا فرنسيس في 21 أبريل 2025 عن عمر يناهز 89 عامًا بعد إصابته بسكتة دماغية، ما دفع المجمع الكنسي إلى اختيار خليفة له.
مع انتخاب بريفوست، يشهد الفاتيكان مرحلة جديدة تحت قيادة أول بابا أمريكي، وهو ما يعتبر حدثًا تاريخيًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.