روبوتات الدردشة الذكية

يشهد العالم تحولاً كبيراً نحو استخدام روبوتات الدردشة الذكية مثل “تشات جي بي تي”، التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية للكثيرين، حيث يعتمدون عليها في العديد من المهام ويتوجهون إليها للحصول على الاستشارات في شؤونهم المختلفة.

وفقاً لتقرير نشره موقع “ساينتيفيك أميركان” واطلعت عليه “العربية نت”، فإن هناك إقبالاً كبيراً من المراهقين على روبوتات الدردشة، إلى درجة أنها أصبحت بديلاً لبعضهم عن العلاقات الإنسانية التقليدية. ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن هذا الاتجاه قد يحمل تكاليف كبيرة في المستقبل.

وفي استطلاع أجراه موقع (Common Sense Media)، تبين أن 72% من المراهقين الذين شملهم الاستطلاع قد استخدموا روبوتات دردشة ذكية، وأن 33% منهم يعتبرون هذه الروبوتات أصدقاء أو يمتلكون علاقات معها. وبحسب موقع “ساينتيفيك أميركان”، فإن اللغة التي تستخدمها هذه الروبوتات، بالإضافة إلى ردود فعلها وتعاطفها، تجعل المستخدمين يشعرون بالفهم والدعم الحقيقي. وبالتالي، يمكن لهذه الروبوتات أن تمنح المستخدمين شعوراً بأنهم محبوبون، ما يجعلها جذابة للمراهقين الذين قد يواجهون صعوبات في علاقاتهم الاجتماعية.

دراسة أجرتها جامعة ستانفورد على مستخدمي تطبيق (Replika) أظهرت أن 81% من الطلاب اعتبروا أن روبوتات الدردشة تتمتع بـ”ذكاء”، في حين اعتقد 90% منهم أنها “تشبه الإنسان”. ورغم ذلك، فإن لهذه الروبوتات جانباً إيجابياً حيث تم الإشادة بها لدورها في دعم الصحة النفسية، إذ وجدت الدراسة أن 3% من مستخدمي (Replika) شعروا بأن الروبوت ساعدهم في تجنب الانتحار. إذا كنت مراهقاً مهمشاً أو معزولاً، يمكن لرفيق الذكاء الاصطناعي أن يقدم لك الدعم العاطفي، ويساعدك على تعلم مهارات التواصل الاجتماعي.

لكن في المقابل، هناك العديد من الحوادث التي تُظهر خطورة هذه الروبوتات. فقد رفعت سيدة من فلوريدا دعوى قضائية ضد أحد التطبيقات، مدعية أن روبوت الدردشة شجع ابنها البالغ من العمر 14 عامًا على الانتحار بعد أن طور علاقة هوسية معه. كما زُعم في دعوى أخرى تم رفعها في عام 2024 أن روبوت الدردشة كان يشجع على إيذاء النفس والعنف ضد الآباء الذين يحاولون فرض قيود على استخدام الأطفال للتطبيق.

في ضوء هذه المخاطر، يُوصي تقرير “ساينتيفيك أميركان” الآباء بتوجيه أطفالهم إلى أهمية بناء صداقات في الحياة الواقعية، مشدداً على أن الأصدقاء من البشر يقدمون ما لا يمكن لرفاق الذكاء الاصطناعي تقديمه. كما يذكّر التقرير بأن اللعب في مرحلة الطفولة يساعد على تعلم مهارات جديدة، مثل كيفية التجميع والتكيف مع ردود فعل الآخرين.

أظهرت دراسة علمية أخرى شملت أكثر من ألف مراهق أن الأصدقاء في الحياة الواقعية يمكن أن يقللوا من تأثيرات الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي يسهمون في تحسين الصحة النفسية والتفاعل الاجتماعي بشكل عام.

البحث