في خطوة نحو مستقبل التوصيل الذكي، بدأت شركة “Veho” الأمريكية بالتعاون مع الشركة السويسرية الناشئة “Rivr” في تجربة روبوتات توصيل شبيهة بالكلاب في مدينة أوستن. تهدف هذه التجربة إلى حل تحدي “عقدة الـ100 ياردة الأخيرة” في الخدمات اللوجستية، أي توصيل الطرود من الشاحنات إلى عتبات منازل العملاء.
الروبوت الجديد، الذي يحمل اسم “Rivr”، هو جهاز متطور يسير على أربع عجلات وقادر على صعود السلالم. صممه ماركو بيلونيك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Rivr، ليُشبه “كلبًا على زلاجات”، مهمته إتمام عملية التوصيل الأخيرة من شاحنات “Veho” مباشرة إلى منازل العملاء.
انطلق البرنامج التجريبي يوم الثلاثاء في أوستن، ويضم روبوتًا واحدًا يعمل تحت رقابة دقيقة لمدة خمس إلى ست ساعات يوميًا على مدار أسبوعين. يتجول الروبوت الآلي في الأحياء السكنية لتوصيل الطرود، في خطوة أولى نحو استخدام واسع النطاق لهذه التقنية.
يشير بيلونيك إلى أن هذه الروبوتات لا تهدف فقط إلى تقليل الجهد البشري، بل تسعى إلى تخطي العقبات المعقدة في عالم الأتمتة، مؤكدًا أن “الروبوتات تُحدث فرقًا عندما تتعامل مع المهام الدقيقة التي يصعب على الأنظمة التقليدية إنجازها، مثل تسليم الطرود على أبواب المنازل”.
من جانبها، ترى “Veho”، التي تخدم أكثر من 50 سوقًا في أمريكا وتتعاون مع علامات تجارية كبرى مثل “سيفورا” و”هيلو فريش”، أن هذه الخطوة قد تحدث تحولًا في كفاءة التوصيل داخل المناطق الحضرية المكتظة، من خلال التعاون بين السائقين والروبوتات في الوقت نفسه.
خلال المرحلة التجريبية، يُرافق الروبوت موظف من “Rivr” لضمان السلامة وسلاسة الأداء، بينما يستطيع مشغلون عن بُعد التدخل في حال تعرض الروبوت لأي عطل. تُخطط “Rivr” لتوسيع أسطولها من الروبوتات ليصل إلى 100 جهاز بحلول العام المقبل، على أن يتجاوز الآلاف بحلول عام 2027. وقد جمعت الشركة أكثر من 25 مليون دولار في جولات تمويل، من بينها جولة بقيادة مؤسس “أمازون” جيف بيزوس، رفعت تقييمها إلى 100 مليون دولار.
في المستقبل، تأمل “Rivr” في ربط الروبوتات بمحطات شحن مدمجة داخل الشاحنات، لتمكينها من العمل بكفاءة طوال اليوم. ورغم بدايتها المحدودة، قد تكون تجربة أوستن فاتحة لعصر جديد من توصيل الطرود، يعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات الذكية لتجاوز المهام التي كانت تُعد سابقًا مستحيلة.